إن الأذان هو النداء لإقامة الصلاة ينطلق خمس مرات فى اليوم والليلة وهو نداء كونى - ملائكى - إنسانى ينطق الجميع به وهو أيضًا تذكرة لمن نسى أو غفل أو انشغل لو تشاغل بالدنيا وما فيها ومن فيها عن الخالق البارئ المصور الواحد الأحد الفرد الصمد.
إن الأذان ينطلق خمس مرات مثلما يقوم الإسلام على خمس أعمده شهادة إن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، يبدأ الأذان بالتذكرة بالحقيقة العظمى وهى إن الله أكبر فى إلوهيته من كل خيال وتصور وفكره وخاطره وأكبر من أى شعور وعاطفة ووجد بشرى وأكبر من أى تصور ملائكى "ليس كمثله شىء وهو السميع البصير" إنه سبحانه وتعالى هو الخالق والمحرك للعوالم المادية والعوالم الروحية غير المرئية، إنه سبحانه وتعالى صاحب القدرة المطلقة التى لا يحدها شيء "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذى بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون". إن نداء الله أكبر هو الإقرار الكامل من الأكوان كلها بأنه هو الله الأول والأخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير.
ويتلو الاعتراف بالقدرة الشهادة القلبية والعقلية بالوحدانية المطلقة فلا إله إلا الله سبحانه وتعالى، فلو كان فى الكون إله مع الله لفسد الكون "قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"، وهذا شىء يدركه الإنسان بفطرته وأيضًا بالمنطق العقلى المحض، ثم بعد هذه الشهادة المنطقية العقلية والقلبية الإقرار والشهادة بالدين الخاتم والنبى الخاتم عليه الصلاة والسلام فهو الإنسان الكامل ولذلك فقد وضع الله اسمه بجوار اسمه، عندئذ تجب الصلاة التى تصل العبد بربه روحًا وجسدًا ووجدانًا وأيضًا تصل العبد بالنبى الخاتم عليه الصلاة وأذكى السلام، تعرض على أعمالكم فإن كانت خيرًا حمدت الله وإن كانت غير ذلك استغفرت الله لكم" عندئذ يكون الفلاح فى كل فعل وقول.