ما يحدث من ابتزاز للدولة بشكل صارخ وفج فى جميع القطاعات والفئات، للحصول على مزايا كبيرة دون أن تعمل أو تنتج، دفع المشير عبدالفتاح السيسى إلى إعادة التفكير من جديد وبشكل جدى، فى عدم خوض الانتخابات الرئاسية.
فتح حنفية الإضرابات والاعتصامات، بداية من إضراب الأطباء، ثم عمال غزل المحلة، والصيادلة، وأطباء الأسنان، وأمناء الشرطة، وهيئة النقل العام، وعمال عدد من الشركات والمصانع الحكومية، أغرقت البلاد فى وحل الأزمات الخطيرة، بجانب الشلل التام فى القطاع السياحى، والفوضى العارمة فى الشارع، والإرهاب الأسود الذى يطارد المصريين فى منازلهم وأعمالهم لخطف أرواحهم، خاصة ضباط وجنود الشرطة والجيش.
هذه المطالب ذات السقف الأعلى من قدرة ومقدرات الدولة، التى تعيش على المعونات، وتوقف عجلة الإنتاج، وخسائر فادحة، للمصانع والشركات، تضع البلاد على حافة الانهيار، وكل الفئات يبحثون عن الإرث فى كعكة هذا الانهيار، ولم يضعوا فى حسبانهم، أن بانتهاء هذه القطعة من تورتة الإرث، سيموتون جوعا، لأنهم سيستيقظون على الانهيار، وعدم وجود دولة.
المشير عبدالفتاح السيسى، لا يعرف فى حياته غير العمل والنجاح وبذل الجهد، ولا يحب السياسة التى أفرزت منظرين يرفعون شعار أقوال لا أفعال، والدليل الفشل الذريع للمناضل التويترى محمد البرادعى، فى أول اختبار له كنائب الرئيس، والوزراء السياسيين فى حكومة الببلاوى، ومنهم الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى، الذى فشل بجدارة فى مواجهة إرهاب الجامعات، والدكتور زياد بهاء الدين «الحنين»، والوزير الثورى كمال أبوعيطة الذى فشل فى مواجهة الإضرابات، والدكتور أحمد البرعى، الذى ظل يفكر ويفكر حتى يتخذ قرار تجميد جمعية الإخوان، وباقى الجمعيات المتعاطفة، ومنير فخرى عبدالنور الذى زادت فى عهده، المصانع سوءا.
المشير السيسى إذا انسحب من ميدان خوض الانتخابات الرئاسية، فسيأتى رئيس هاوٍ يجرب من جديد، ليقضى على البقية الباقية من كيان الدولة، وليفرح المبتزون، من الأطباء والعمال فى كل القطاعات، وبدلا من البحث عن مزايا إضافية، فلن يجدوا مرتباتهم الأساسية.