عادل السنهورى

الدم المصرى الرخيص والدولة المشغولة

الخميس، 27 فبراير 2014 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرية فزارة مركز المراغة بمحافظة سوهاج لم يشعر الكثيرون بحزنها وفجيعتها فى أبنائها السبعة الذين سعوا بعيدا عن أرض الوطن لليبيا الشقيقة بحثا عن الرزق بعد أن ضاقت بهم أرض مصر بما رحبت، فعادوا منها موتى وقتلى فى حادث إجرامى وإرهابى بشع من جماعات التكفير والإرهاب فى إحدى ضواحى بنغازى الليبية، انشغل الناس بالتشكيل الحكومى وتكليف محلب وبترشح السيسى وبالانتخابات الرئاسية عن جريمة شنعاء لمواطنين مصريين وبدم بارد على أيدى منظمة أو جماعة إرهابية من بين الجماعات التى تستبيح الأراضى الليبية الآن بعد سقوط نظام القذافى. الجميع انشغل عن إهانة للكرامة المصرية من أمراء الإرهاب الجدد فى بنغازى دون أن يكون هناك رد فعل قوى على هذه الإهانة التى سوف تمر ببيانات التنديد والمطالبات بالقصاص مع التأكيد على قوة ومتانة العلاقات مع ليبيا.

الصمت على جرائم سابقة فى حق الدولة المصرية فوق الأراضى الليبية فى ظل الفوضى والأوضاع الأمنية الصعبة هناك شجع غلاة العنف والتطرف على استباحة الدم المصرى وقتل 7 أبرياء كل ذنبهم أنهم مواطنون مصريون مسيحيون ذهبوا للبحث عن الرزق رغم مخاطر الغربة والبعاد فى ليبيا بعد القذافى، فأتوا جثثا ملفوفة فى سواد العار والإهانة للكرامة المصرية التى ظن هؤلاء الشباب المغدور بهم أنها عادت بعد ثورة شعبية أطاحت بنظامين فاسدين وأن حلم الحياة الكريمة والعيش والكرامة الإنسانية هى أقل ما يجب أن يشعروا به داخل أو خارج الوطن، لكن الحلم مازال وهما كبيرا حتى الآن فالثورة والدولة العادلة لا ظل لهما فى الحقيقة أو على أرض الواقع، ومعدلات الإحباط وهجرة الشباب إلى الخارج تتزايد يوما بعد يوم حتى لو كان ثمن الهجرة هو الموت ذبحا أو غرقا أو جوعا، وهذا ما حدث للشبان السبعة فى ليبيا، فلا شىء تغير والجرى وراء تحقيق المصالح الشخصية والانتهازية السياسية هى ما يشغل قادة الدولة ونخبتها بعيدا عن هموم ومآسى المواطن المصرى فى الداخل والخارج، ويبدو أن المواطن المصرى المسيحى والمسلم ليس فى أولويات الإدارة المصرية الحالية المشغولة بأمور أهم كثيرا من دماء المصريين التى تراق فى ليبيا وغيرها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة