تركيا بدأت اللعب فى مياه النيل.. فشلت فى دعم الجماعة الإرهابية فى الداخل وفى الضغط على مصر، وإرباك المرحلة الانتقالية الحالية، فاتجهت جنوبا وشرقا واستغلال انشغال القاهرة فى ترتيب البيت ومواجهة الإرهاب. وزير الخارجية التركى ومهندس العثمانية الأردوغانية الجديدة أحمد دواود أوغلو، زار إثيوبيا خلال اليومين الماضيين، وكانت القضية الأولى فى جدول مباحثاته مع وزير الخارجية الإثيوبى تادروس أدهانوم، هى قضية سد النهضة الإثيوبى، وتأييد تركيا ودعمها لأديس أبابا فى مشروعها، واعتبر أن زيارته هدفها تأييد أنقرة «للاستخدام العادل لمياه النيل»، ووضع خبرة تركيا فى بناء السدود، وخاصة سد أتاتورك تحت تصرف إثيوبيا. وبالتالى فتح الباب لاستثمارات تركية فى بناء سد النهضة بديلة عن الاستثمارات العربية المجمدة بعد ثورة 30 يونيو.
لا يمكن الصمت على زيارة أوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية إلى أديس أبابا، فالقضية تتعلق بأمن مصر القومى فى المياه التى تعد خطا أحمر فى السياسة الخارجية المصرية، فتركيا تأتى من بعيد بتنسيق أمريكى وإسرائيلى وربما إيرانى للضغط على مصر فى أخطر قضية تمس أمنها الداخلى والخارجى، وهو ما يتطلب اليقظة والوعى والانتباه لما هو قادم فى النزاع القائم حاليا بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة. ففى الوقت الذى يزور فيه وزير الخارجية المصرى أوروبا، يقفز وزير الخارجية التركى إلى قلب الأزمة بالتحريض والتحفيز، ولن تكون آخر زيارة، وستتبعها زيارات أخرى، فهزيمة المشروع التركى فى المنطقة – وفقا لنظرية أوغلو - بعد زوال حكم الإخوان فى مصر، مازالت مراراتها فى حلق أنقرة التى مازالت تقاوم الهزيمة وتبحث عن مخارج جديدة لإرباك مصر.
وليس بعيدا عن زيارة إثيوبيا، السعى التركى للبحث عن دور جديد لها فى المنطقة، حتى لو جاء بالتحالف مع الفرقاء مثل إيران التى تتقاطع مواقفها مع تركيا تجاه سوريا، لرد الصفعة المصرية، ومحاولة الاستباق لتقزيم الدور المصرى فى المنطقة عبر تحالف تركى - إيرانى جديد، وبرعاية أمريكية وصمت إسرائيلى. من هنا جاءت زيارة رئيس الوزراء التركى أردوغان إلى طهران نهاية الشهر الماضى، إلى جانب تثبيت المصالح التركية التى تحققت للاقتصاد التركى فى ظل الحصار على إيران، حتى بلغ حجم التبادل التجارى بينهما العام الماضى 21 مليار دولار.
تحركات تركيا فى أفريقيا وآسيا تدعو للقلق والانتباه من القيادة المصرية الجديدة، ومتابعة ما يجرى من تحولات سياسية وتحالفات إقليمية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منوفية وافتخر
ياريت نبقى رجالة كده ونرد بقوة زي الامارات والسعودية على قطر
للببلاوي وشباب ثورة 19
عدد الردود 0
بواسطة:
على عليوه
لاأظن ان مصر خالية الوفاض ***وتستطيع الرد وبقوه