تمت دعوتى من أصدقاء مرتين فى معرض الكتاب لمناقشة كتبهم، فقد دعانى صديقى عبدالعظيم حماد لمناقشة كتابه «الوحى الأمريكى.. الارتباط البناء بين الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية»، كان ذلك فى اليوم الأول من المعرض وقد اعتدت فى السنوات الخوالى للمعرض أن أجد موظفين من الهيئة العامة للكتاب يرشدون الزوار إلى أماكن الأنشطة المختلفة للمعرض، لكى أصل إلى القاعة الرئيسية التى عقد بها مناقشة كتاب عبدالعظيم حماد، لم أجد من يساعدنى للوصول إلى المكان. كتاب الوحى الأمريكى من الكتب التى اقتحمت مجالا لم يحظ باهتمام كاف من الباحثين، وهى العلاقة بين الولايات المتحدة وبين الإخوان وكيف تأسس الارتباط البناء بينهم، بيد أن عبدالعظيم حماد اقتحم من خلال رؤية بانورامية وبأسلوب متميز تاريخ العلاقة بين الطرفين، وكشف عن الدور القطرى واتحاد علماء المسلمين، والمؤسسات الأمريكية للتيار الإخوانى من مسلمى الولايات المتحدة الأمريكية فى بناء هذه العلاقة، شارك فى مناقشة الكتاب معى السفير رخاء حسين ومختار نوح، ولعل تقارير مؤسسة راند حول بناء شبكات للإسلام المعتدل تفسر أحد جوانب تلك العلاقة بين الإخوان وأمريكا لبناء نموذج شبيه بالنموذج التركى فى مواجهة نموذج القاعدة والسلفية الجهادية، وأشار الكتاب إلى هدف أمريكا من العلاقة مع الإخوان وهى حماية أمن إسرائيل والحفاظ على المعاهدات التى عقدتها مع مصر، وتبنى القيم الغربية فيما يتصل بالديمقراطية والأقليات وحقوق الإنسان والمرأة، وغيرها من الأمور. كان المؤلف خائفا من الكراسى الخالية، بيد أن اهتمام المصريين بالمعرفة والثقافة والسياسة جعل القاعة غاصة بالحضور الذين شاركوا بإسهامات مهمة فى النقاش كان على رأسهم السفير عزمى خليفة.
المرة الثانية كانت دعوة الصديق مصطفى عبدالرازق لى لمناقشة الكتاب المترجم بعنوان «المفتى العالمى، ظاهرة القرضاوى»، ودراسة فقيه السلطة والربيع العربى والتى كتبها مصطفى عبدالرازق، شارك معى فى مناقشة الكتاب الدكتور الشحات الجندى عضو مجمع البحوث وأستاذ الشريعة، والكتاب شارك فيه باحثون غربيون واثنان من العالم العربى هما الراحل حسام تمام الباحث المصرى، ومعتز الخطيب الباحث السورى، وتعد دراسة حسام هى الأهم فى الكتاب، كما أن مقدمة مصطفى عبدالرازق فتحت تساؤلات عدة، لعل أهم ما أشرت إليه هو تأثير وجود الشيخ فى قطر على توجهاته وخاصة السياسية، كما أن علاقته بجماعة الإخوان وحنينه إليها جعلاه ينحاز إلى مواقفها بعاطفة مشبوبة أفقدته حياده ورصانته، كما أن السن المتقدمة للشيخ جعل بعض إنتاجه ليس من ثمرات قلمه وإنما من عمل من تلامذته. وبينما كنت أقف منتظرا لبداية ندوة «كاتب وكتاب» ظهر رئيس الهيئة العامة للكتاب أحمد مجاهد وحاولت الاقتراب منه لأسأله عن كتابى «الدين والدولة فى تركيا» والذى ينتظر دوره للطبع فى الهيئة وإذا بالرجل يتركنى ويمشى دون اكتراث، وفى رحلة الانتظار للندوة انتحيت جانبا ومصطفى فى قاعة مجاورة فإذا بأحمد مجاهد يظهر وحاولت الكلام معه فإذا به يصر على تجاهلى، فقلت له عيب!! عليك أن ترد على من يحدثك، يشعر أحمد مجاهد بأهمية المكتب والقاعة الواسعة الدافئة فى الهيئة والسكرتارية لتعطيه معنى السلطة، بينما وهو فى المعرض يشعر بتواجده كفرد وإنسان بين آلاف الموجودين ولذا بدا متوترا قلقا محتارا، السلطة غير باقية يا دكتور مجاهد وعليك أن تبقى مثقفا وإنسانا فذلك خير وأبقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة