ما علاقة الشتيمة وقلة القيمة بالثورية؟ وما الرابط بين إهانة الشعب والسخرية من الجماهير بالسب والقذف وقلة الأدب؟ وهل يجب أن يكون المناضل شتاما حتى تكتمل ثوريته؟ أسئلة بمناسبة حالة الفشحطة الدائرية التى أصابت عددًا من زعماء اليوم الواحد، وجعلتهم يتصورون على أنفسهم أنهم يفهمون فى كل حاجة، بينما هم «يعوصون» كل ما حولهم، يحذرون من الفلول وهم أنفسهم أصبحوا فلولاً بأشكال وأنواع مختلفة.
تداخل العاطل مع الباطل، واختلط الطالع مع النازل، وعشنا ومانزال نعيش حالة من التوتر السياسى والتنظير الاستراتيجى تتجاوز السياسة إلى الردح، ويبدو أن الكاميرات أصابت البعض بلوثة فكرية جعلتهم عاجزين عن التفرقة بين المناقشة والشتيمة أو بين الإيحاءات والنظريات. التى تتجاوز التحليل السياسى وتحتاج إلى معمل تحاليل للفضلات. وتسحب الجميع إلى زوايا من الجدل العقيم.
الثورة أفرزت نماذج جيدة وأيضا أفرزت نماذج مشوهة خالية من العقل والمنطق تفضل الإيحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة ظنا منها أن هذه هى الطريقة الوحيدة لجذب الكاميرات والأضواء.
«نساء مصر يتحرقن شوقًا لكشوف العذرية» تويتة لجمال عيد، ومثلها تويتة أخرى لتميم البرغوثى يقول فيها «إن كان بقلظ النازى يفكر فى تقليد النموذج السورى فهو بلا طائفة تحميه إلا الراقصات أمام لجان الاستفتاء وبدل المقاومة عنده كامب ديفيد»، وهى جملة تزدحم بمغالطات عنصرية، ناهيك عن أن المزعوم يستخدم وصف النازى وهو وصف لم يستخدمه فى وصف إسرائيل التى تطارد نصفه الآخر، وصف يكشف عن اختلال عقلى أكثر منه ثوريا، وقد تبرأ جمال عيد من تويته العنصرية، ولم يعتذر تميم عن أوصافه البذيئة المختلة، وبالطبع تلقى كلاهما ردود أفعال مشابهة لما ارتكباه.
وإمعانا فى الاستسهال والاستهبال، خرجت الراقصة سما من اليوتيوب إلى الفضائيات وقدمت برنامجا بدأته بحلقة عن البرادعى استخدمت فيها إيحاءات خارجة فاحشة، يعاقب عليها القانون، وتمثل نوعا من «الترجيع الإعلامى».
وكأننا أمام فيروس نقله زعماء النضال المجانى، ممن يخلطون بين الثورية والفحش والتعالى على الشعب وسبه ليل نهار.
والنتيجة أننا أمام حشائش وفطريات وطحالب، تطرطش على الجميع وتؤذى المشاهد وتشتم الشعب ولا تخدم مبدأ أو قضية.