للدكتور حسن نافعة مكانة مرموقة فى قلوب المصريين لما يتمتع به من حس وطنى نقى يتكئ على رجحان عقل يشهد له الجميع، وقد ناضل الرجل ضد نظام مبارك بقوة، فأثبت أن بمصر رجالاً شرفاء بحق ينشدون خير هذا الوطن بعيدًا عن أى مطامع شخصية رخيصة.
لكن الدكتور نافعة يواجه مشكلة كبيرة الآن بسبب مبادرة «المصالحة» التى طرحها مؤخرًا على الحكومة والإخوان والقوى السياسية بهدف الخروج من «الأزمة» السياسية الراهنة، هذه المشكلة تتمثل فى أن مبادرته جاءت فى الوقت الخطأ تمامًا!
لماذا؟
لأن اللحظة الراهنة لا تسمح بإجراء «مصالحة» مع جماعة تلوثت سمعتها كما لم تتلوث من قبل، حتى أصبحت كلمة «جماعة الإخوان» مرادفة للترويع والتفجير والقتل عند عموم الشعب المصرى، وأكرر عند عموم الشعب، حتى لو شاب هذا المعنى قدر من المبالغة، فالعبرة بما استقر فى وجدان الناس، فكيف ظن الدكتور حسن نافعة أن الملايين يمكن لها أن تتسامح - الآن - مع أناس غدروا وفجروا وقتلوا؟
خانك التوفيق يا دكتور حسن، فالمصريون قد يتسامحون مع أى ظالم أو مستبد أو مُستغل - بكسر الغين - لكنهم أبدًا لا يمكن أن يغفروا للغدار ولا يسامحوا الغدارين!.
أجل يا دكتور حسن.. لقد غدر الإخوان بالشعب المصرى بصورة مريعة فى السنوات الثلاث الأخيرة، فقالوا وكذبوا ووعدوا وأحنثوا، ثم روعوا وفجروا وقتلوا، فحق عليهم عقاب الشعب، وما أقساه من عقاب، وهو لفظهم من الوجدان فى هذه الأيام؛ إنْ لم يكن إلى الأبد!.
المثير أن الدكتور نافعة أعلن أنه لم يتلق ردًا على مبادرته حتى الآن - أكتب هذا المقال صباح الخميس 5/2/2014 - لا من الحكومة ولا من الإخوان، وهو أمر مفهوم، لأن الإخوان يعتقدون أن الحق معهم، والحكومة لا تجرؤ أن تعادى الشعب الذى تحكمه بإجراء مصالحة مع جماعة وضعها المزاج الشعبى فى أسوأ ركن من قلبه!.
إن أكبر خطأ يقع فيه الجميع من سياسيين ومفكرين ومسؤولين هو إهدار المزاج العام للناس، وأخشى أن تحل على مبادرة الدكتور نافعة اللعنة بعد الرفض!.