يروى المتصوفة قصة عن أحد المشايخ الذى قد يكون سيدى عبدالوهاب الشعرانى رضى الله عنه. أنه كان عنده مجموعة من التلاميذ أو المريدين يتعلمون على يديه كيفية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالسلوك الطيب والذكر الدائم وبحضور القلب وبمراقبة الله فى الخواطر والكلام والأفعال. وكان لهم معه جلسات أو حلقات ذكر لله سبحانه وتعالى والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يتلو ذلك جلسات للحوار والأسئلة من التلاميذ إلى الأستاذ الشيخ المعلم رضى الله عنه. وقد لاحظ التلاميذ أن الشيخ يميل لأحدهم عن غيره وشعر التلاميذ بالغيرة. وشعر الشيخ المعلم، أن هذه الغيرة ليست مزمومة لأنها تنبع من الرغبة فى القرب من الله والوصول إلى حضرة القدس.
فأحضر الشيخ، رضى الله عنه، سبع حمامات بعدد التلاميذ وقدم لكل واحد منهم حمامة وقال لهم إنى أريد من كل واحد منكم أن يذبح تلك الحمامة فى مكان بحيث لا يراه أحد. وانطلق التلاميذ ليقوموا بما طلب منهم. وعادوا بعد فترة وكل واحد منهم قد ذبح حمامته إلا التلميذ المفضل لدى الشيخ، وقال كل واحد منهم كيف وأين قام بذبح الحمامة. عندئذ سأل الشيخ، التلميذ المفضل «لماذا لم تذبح حمامتك؟» صمت التلميذ برهة ثم قال «كلما ذهبت إلى مكان لأذبح الحمامة أدركت أن الله سبحانه وتعالى يرانى فلم أذبحها وعدت إليك بها» عندئذ نظر الشيخ، رضى الله عنه إلى التلاميذ وقال لهم لهذا السبب كنت أميل إليه ولكنى أحبكم جميعا. هذه هى المراقبة التى يحب أن يكون عليها العبد «أينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله» بالمراقبة يصل العبد إلى أعلى المراتب ويكون فى حضرة القدس.