كمال حبيب

الإخوان ومعركة السعودية القادمة

الإثنين، 10 مارس 2014 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبار السعودية أن الإخوان جماعة إرهابية ضمن
جماعات أخرى معروف عنها التشدد مثل القاعدة
والقاعدة فى جزيرة العرب وداعش وحزب الله وجبهة
النصرة يعكس التحول فى الإدراك السعودى لجماعة
الإخوان المسلمين باعتبارها قوة اعتدال وسطية إلى
أنها لا تختلف عن قوى التشدد والتطرف والعنف داخل
الحالة الإسلامية. كانت السعودية فى عهد الملك
عبدالعزيز المؤسس للدولة السعودية الثالثة ترى
أن الإخوان المسلمين هم قوة اعتدال وإصلاح داخل
التيار الإسلامى يمكنها أن توازن خطاب التيار السلفى
المتشدد الذى كان يرفض المخترعات الحديثة مثل
التليغراف، أو استخدام الطرق الحديثة فى رفع ماء
زمزم، أو تعليم البنات فى المدارس، فضلا على تعلم
اللغات الأجنبية أو استقبال الخبراء من الدول الأجنبية.
واجهت السعودية تيارات مهدوية مثل حركة جيهمان
العتيبى عام 1979 ، كما عرفت تيارات السلفية
الحركية فى التسعينيات، كما عرفت فى التسعينيات
أيضا العقد الأخطر فى تحولات علاقة الدول العربية
بحركاتها وتياراتها الإسلامية - ظهور تنظيم القاعدة
فى المملكة والذى ضرب فى الخبر ثم مع الاحتلال
الأمريكى للعراق بعد عام 2003 وتغير الوضع
الاستراتيجى فى الخليج ظهرت عمليات تنظيم القاعدة
فى المملكة مرة أخرى، لكن التنظيم لم يلبث أن غادر
بعد دحره إلى اليمن المجاورة ليصبح تنظيم القاعدة
فى جزيرة العرب والذى حاول أن يغتال الأمير محمد بن
نايف مساعد وزير الداخلية السعودى الحالى، ومن قبله
والده الذى شغل نفس المنصب. كان أول انتقاد علنى
سعودى واضح من الأمير نايف وزير الداخلية السعودى
للإخوان إذ قال إنهم أصل البلاء، كانت السعودية قد
فتحت أبوابها لقادة الإخوان منذ مرشدها الأول حسن
البنا الذى زار السعودية مرات عديدة، ثم زارها حسن
الهضيبى، ومن بعده مأمون الهضيبى الذى كان يعمل
قانونيا فى وزارة الداخلية السعودية قبل مقدمه لمصر
ليكون مرشدا عاما، استقبلت السعودية الإخوان كأفراد
فى خضم الصراع مع الدولة الناصرية، بيد أن الإخوان
أعادوا ترتيب تنظيمهم فى لقاءات الحج بالسعودية،
بل إن تنظيم الإخوان فى الخليج أعيد بناؤه فى
السعودية – كما يذكر عبدالله فهد النفيسى، ويبدو أن
الإخوان سعوا لبناء تنظيم إخوانى فى السعودية ولم
يحفظوا ما اشترطته عليهم الدولة حين استقبالهم فى
ألا يؤسسوا تنظيما لهم فى البلاد، كان عبدالعزيز بن
سعود قال لحسن البنا لما طلب منه أن يؤسس فرعا
للإخوان فى السعودية: كلنا إخوان وكلنا مسلمون.
ترى السعودية فى نفسها دولة إسلامية ومن ثم
فإن وجود تنظيم داخلها يحصل على البيعة، ويعمل
لإقامة الدولة الإسلامية يعنى أنه يطرح نفسه بديلا
عنها، الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الحالى يرى
أن قوى تيار الإسلام السياسى وعلى رأسهم الإخوان
يمثلون تهديدا لوحدة المملكة ولاستقرارها، فمع
الإصرار على استمرار المواجهة مع النظام المصرى
بعد عزل الرئيس الإخوانى ولو أدى ذلك لسقوط
الدولة وانهيارها، فليس بعيدا أن يكون تنظيم الإخوان
السعودى – المصرى فى صيغته الدولية يعد لمواجهة
مع السعودية التى تشعر أن أمنها فى الميزان، فسوريا
سوف تستمر الحرب فيها لعشر سنوات قادمة، ومن
ثم فعلى من يقاتل هناك من الشباب السعودى أن
يسرع عائدا وإلا دخل تحت طائلة القانون، لا تستطيع
السعودية أن تواجه عمليات إرهاب لعائدين من سوريا
مع حرب نفسية على وسائط التواصل الاجتماعى،
وحرب أخرى باردة للتسميم السياسى تشنها الجزيرة
فى قطر، لم يعد الإخوان صوتا للاعتدال والإصلاح
يمكن الوثوق به، فهم يمنحون مظلة سياسية لمن
يمارس عمليات إرهاب، وفى مصر تبدو مرآة معركة
السعودية القادمة، تحالف جماعات العنف والسياسة
معا، وهو ما لا يمكن للسعودية احتماله والسكوت
عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة