وفقا لما نشره موقع «اليوم السابع» فإن أطباء مستشفى الصحة النفسية بالعباسية (المجانين كما هو شائع) قد قرروا تنظيم إضراب فى العيادات الخارجية من السبت 8 مارس حتى الخميس المقبل 13 مارس - استجابة لقرار الجمعية العمومية لنقابة الأطباء - لحين إصدار كادر حقيقى للأطباء، وليس الاكتفاء بالحوافز!
فى البداية ينبغى التضامن مع حقوق الأطباء وحقوق كل المظلومين فى مصر وما أكثرهم طوال العقود الأخيرة، لكن السؤال المهم: ماذا نفعل لو احتاج شخص ما مضطرب نفسيا إلى علاج فى فترة الإضراب؟ أو كيف سنواجه أى رجل مسكين فقد رشده فى الفترة نفسها؟ وأنت أدرى الناس بأوضاعنا البائسة التى تذهب بعقل أعقل الناس!
هل نطلب من (المجانين) أن يتوقفوا عن (الجنون) لحين فض الإضراب والانتهاء منه وعودة الأطباء إلى ممارسة أعمالهم والكشف على المرضى وعلاجهم؟ أم نحض (المجانين) على القيام بإجازة حتى تعود الأمور إلى طبيعتها ويحصل الطبيب المعالج على حقوقه؟ أم نسعى إلى ابتكار حل وسط، وهو أن يبادر (المجانين) بمنح الأطباء جزءا من حقوقهم المالية حتى لا يتركوهم يسببون الجنون (للمجانين) الآخرين؟
إن أمر الحكومات المصرية المتعاقبة شديد العجب والغباء، فكيف يمكن لدولة محترمة أن تعادى أطباءها وتعاملهم بالتى هى أسوأ؟ وكيف لأنظمة حكم عاقلة أن تتفنن فى تعذيب الأطباء وتحرمهم من الفوز بحياة كريمة؟
المثير أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب يطالب الشعب بوقف الإضرابات والاعتصامات لمدة عام، وهو مطلب غريب لأن الشعب ثار وانتفض مرتين من أجل تحسين أوضاعه الاجتماعية، وتحقيق قدر من العدالة، ولم يتم أى شىء من ذلك، بل زادت أحوال الناس بؤسا وتعاسة، ولا أعتقد ان موارد الدولة تعجز عن تنفيذ هذا المطلب، وبالمناسبة ليت الحكومة تخبرنا كم يتقاضى الوزراء ورئيسهم كل شهر؟ وكم تنفق على بنود وأمور لا تخدم ملايين الفقراء؟ وكم تستهلك من أموال فى تعزيز قوات الداخلية بالسلاح والأجهزة على حساب قطاعات أخرى؟
لا ريب.. فمن يقرأ تاريخ الشعوب المطحونة يعلم تماما أنها لن تتوقف عن المطالبة بحقوقها، حتى لو اضطر أطباء مستشفى العباسية أن يطلبوا من (المجانين) أن يقوموا بإجازة لحين انتهاء الإضراب!
