إذا صح ما يقال عن أن الرئيس عدلى منصور سيكرم اليوم الخميس 13 مارس السيدة فاتن حمامة فى أول احتفال بعيد الفن بعد توقفه، فعلينا أن نفرح ونغتبط.
نفرح لعودة عيد الفن الذى أطلقه الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1976 – إذا لم تخنى الذاكرة – وبرغم كل ما شاب أعياد السادات الفنية من مجاملات وعيوب ومدائح فجة فى «عبقريته الفذة»، إلا أن الحفاوة بالفن أمر واجب لكل دولة تنشد التحضر والرقى.
ولأن حسنى مبارك شخص ليس له علاقة بالفن والفنون والثقافة بشكل عام، فقد ألغى العيد وأهمل الفنون. ولما جاء مرسى وجماعته وأنصاره انتكس الفن انتكاسة كبرى فاتهمت الفنانات فى أعراضهن، وظهر أصحاب اللحى المخيفة الذين يكيدون للهرم ويطالبون بتحطيمه مخافة أن (يعبده) الناس!
لكل ذلك يجب أن نفرح بعودة عيد الفن ونتباهى به، أما لماذا نغتبط فلأن السيدة فاتن حمامة تستحق كل حفاوة وتكريم وإشادة، فمنذ ظهورها للمرة الأولى على الشاشة فى يوم 15 يناير من عام 1940 وحتى الآن وهى تسهم فى تشكيل ذائقة ووجدان ووعى ملايين المصريين والعرب. فى ذلك اليوم السعيد عرض فيلم (يوم سعيد) للمخرج محمد كريم، وإنتاج وبطولة عبد الوهاب، وقد ظهرت فاتن فى هذا الفيلم بوصفها طفلة لا تتجاوز التاسعة لكنها اختزنت داخلها طاقة تعبير مذهلة لدرجة أن المخرج قال عنها فى مذكراته إنها (معجزة حقيقية فى فن التمثيل).
أنت تعرف أفلام فاتن حمامة أكثر منى، ولكنى سأذكرك ببعض تلك الأفلام التى أثرت بها حياتنا الروحية.
خذ عندك بالترتيب الزمنى (اليتيمتان 1948)، (ست البيت 1949)، (بابا أمين 1950)، (ابن النيل 1951)، (الأستاذة فاطمة 1952)، (موعد مع الحياة 1953)، (قلوب الناس 1954)، (أيامنا الحلوة/ الله معنا 1955)، (لا أنام 1956)، (أرض السلام 1957 / قامت فيه بدور فدائية فلسطينية)، (حتى نلتقى 1958)، (بين الأطلال 1959)، (نهر الحب 1960)، (لا وقت للحب 1963)، والقائمة طويلة ومشرفة وممتعة.
أستاذة فاتن.. رعى الله أيامك ولياليك ونشكرك جدًا لأنك منحتِنا كل هذه السعادة!