ليبيا تنهار وتتجه للتفكك والحرب الأهلية، ويتمركز بها إرهابيون من كل دول العالم الفاشلة، وهم مرتبطون بخيوط دقيقة عبر قياداتهم، مع أجهزة الاستخبارات الغربية، التى تحركهم لإثارة الذعر فى الدول المجاورة وفى مقدمتها مصر.
هذه المجموعات الإرهابية ثبت بما لا يدع مجالا للشكك أنها تستهدف المصريين فى ليبيا، وتستهدف بالأخص المسيحيين من بينهم لإعلان موقف ضد الحكومة والنظام بعد 30 يونيو، فما هو التصرف الواجب اتخاذه من صناع القرار عندنا؟
أولا: العمل بأقصى سرعة على إجلاء المصريين المقيمين فى ليبيا مهما كانت تقديراتهم بارتفاع معدل الأمن فى المنطقة المحيطة بهم لأن القادم أسوأ بالتأكيد، والمصريون سيكونون ضحايا أى مذابح تحدث فى المستقبل القريب وهى ستحدث حتما بين الفرقاء.
ثانيا: منع السفر إلى ليبيا نهائيا، خصوصا العمالة الموسمية والضرب على أيدى سماسرة تهريب البشر على الحدود وتجييش القبائل فى مطروح والسلوم لمواجهة المخاطر المحتملة من الجانب الليبى حاليا ومستقبلا، وتوعيتهم بأهمية وقف عمليات تهريب الأسلحة إلى الداخل المصرى أو إدخال غير المصريين بطريقة غير شرعية.
ثالثا: التنسيق أمنيا مع الحكومة الليبية المركزية فى طرابلس، وكذلك مع حكومة برقة التى تأخذ فى الانفصال تدريجيا عن الحكومة المركزية وتتعامل مع القوى الخارجية سياسيا واستخباراتيا واقتصاديا باعتبارها كيانا مستقلا، فهى على كل المستويات البوابة التى يمكن من خلالها وقف دخول كتائب الإرهاب والسلاح لنشر الفوضى بمصر، كما يمكن تحييدها لتصبح حائط صد أول لمنع طلائع الإرهاب من التسلل للحدود المصرية.
رابعا: الأهم فى هذا السياق ألا يقتصر التعامل مع الملف الليبى على الجانب الأمنى الاستخباراتى والدبلوماسى، فالأفضل أن يتم التعامل بشفافية وإشراك المجتمع بكامله فى مواجهة الخطر القادم من الغرب حتى يمكن احتواؤه وتحييده لمواجهة أخطار الداخل وأخطار الشرق وأخطار الجنوب.