من المعروف أن تعبير النخبة يطلق على طليعة من المواطنين تمتلك رؤية صائبة ذات نظرة مستقبلية مع امتلاك أساليب وآليات تحقق هذه الرؤية، حتى تتحول تلك الرؤية وهذه الأساليب وتلك الآليات إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع العملى حتى يكون ذلك دافعاً ومشجعاً وحافزاً للآخرين للسير فى نفس الطريق والاقتداء بذات الأهداف، وينطبق ذلك على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد رأينا كثيراً من هذه النماذج القدوة فى شتى المجالات، ففى المجال السياسى وجدنا سعد زغلول وجمال عبدالناصر، والاقتصادى شاهدنا إنجازات طلعت حرب الاقتصادية التى أسست وساهمت فى تأسيس الاستقلال الاقتصادى، وفى المجال الاجتماعى وجدنا رموزاً رائعة فى العمل الأهلى الذى بدأ فى مصر فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، أما المجال الثقافى فهناك عدد تباهى به مصر الأمم فى الإبداع وفى كل المجالات الثقافية تلك التى كانت ويجب أن تظل من القوى الناعمة التى تضيف وتضاف إلى قوى الوطن الأخرى، وإذا كان هناك فى بعض مجالات النخب من ينطلق من الذاتية والمصلحة الخاصة، ولكن لا بد أن يكون هناك مردود مهم على المصلحة العامة للوطن والمواطنين، فلا مانع من الجمع بين المصلحتين، وهنا فأين نخبتنا من هذا؟ للأسف نرى الآن أن تعبير نخبة يعطى إحساساً للمواطن العادى بتعالى هذه النخبة على الجماهير، الشىء الذى خلق حاجزاً بينهما خاصة بعد انتشار وسائل الإعلام متعددة الوسائل، مما جعل هذه النخبة تعتمد وتكتفى بالظهور الإعلامى خاصة فى المجال السياسى، فالنخبة السياسية من المفروض أن تكون طليعة تقدمية تقود الجماهير فكرياً وسياسياً لخلق حالة ثقافية، والعمل على زيادة درجة الوعى السياسى، خاصة أن هناك فرقا بين المعرفة السياسية التى نشاهدها بعد 25 يناير وبين الوعى السياسى الذى ينتج موقفاً سياسياً يميز ويختار بين المواقف، حيث إنه بدون هذا الوعى تصبح الديمقراطية شعاراً فضفاضاً بلا قيمة عملية، وطالما فقدت هذه النخبة مكانها وسط الجماهير فى الشارع وبشكل مباشر، واكتفت بالإطلالة الإعلامية، وطالما لا ترى هذه النخبة غير مصلحتها الحزبية وتحقيق أهدافها الخاصة، وطالما نجد أن رموز هذه النخبة لا ترى غير ذاتها ولا تسعى لغير مصلحتها، وطالما نجد التذبذب الدائم فى مواقف رموز هذه النخبة، فقد رأينا أحد الوزراء المحسوبين على الثوار والذى كان مساندا السيسى ثم وجدناه بعد خروجه من وزارة الببلاوى يعلن مساندته لحمدين الذى هو من أتباعه، طالما نجد أن هذه النخبة قد أصبحت تتاجر باسم الوطنية وتحتكر الثورة والثورية، ولا نعلم ما هى المقاييس التى تجعل هؤلاء أو أى شخص يطلق على ذاته «ثورى» أو ينعت نفسه بالمرشح الثورى دون غيره من المصريين المشاركين، وبالطبع ليس بالضرورة أن يكون صك المشاركة هو ميدان التحرير، فهناك كل ميادين مصر التى خرج فيها الشعب البسيط العظيم الذى لا يعرفه الإعلام المنحاز، طالما يوجد هذا وغيره كثير لا أحد يستطيع أن يدعى أن هناك نخبة تقود، ولذا من الطبيعى أن نرى هذا التشرذم بعد التوافق، والتفتت بعد الاجتماع والاستقطاب مقابل الاتحاد، فهل يمكن أن نعى خطورة المرحلة التى لو لم نخرج من أسرها سيكون هناك خطر حقيقى على سلامة البلاد والعباد؟ هل يمكن تأجيل المصالح الخاصة والحزبية حتى نضع الوطن على بداية طريق البناء فى وطن يعيش فيه ويملكه كل المصريين.. نتمنى من الله ذلك.
عدد الردود 0
بواسطة:
aahafez
لكن لا حياة لمن تنادي
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يا استاذ جمال النخبه المحترمه اصابها الاحباط وتتهم عادة باقذع الالفاظ بغرض استمرار الفساد
والمصالح
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اذا دافعت عن الفقراء ومعدومى الدخل وحقوق الشباب فانت ضد النظام ومنبوذ ومحرض على
الفتن والمظاهرات واثارة الراى العام
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لقد قلناها مرارا وتكرارا - العداله اساس الاستقرار والاستقرار يؤدى الى العمل والانجاز والنه
لكن لا حياة لمن تنادى