التفسير الوحيد والمنطقى لما يحدث فى دول الخراب «الربيع» العربى من عمليات ذبح الأقباط، وفرض الجزية عليهم، أن هناك مؤامرة بشعة يتم تدبيرها لإشعال حرب طائفية ليس فقط بين المسيحيين والمسلمين. بل بين كل الطوائف، فى دول الخراب العربى، وهو ما يجعلنا نربط بين قيام تنظيم الدوله الإسلامية فى الشام والعراق «داعش»، بفرض «الجزية» على المسيحيين فى محافظة الرقة شرقى سوريا، مقابل إعطائهم الأمان والتزامهم بأحكام الذمة.
و«ذبح» سبعة أقباط مصريين فى مدينه بنغازى فى ليبيا على يد إرهابيين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية فى ليبيا ومصر «دالم»، وجريمة القتل وفرض الجزية على المسيحيين، هما من أدبيات جماعة الإخوان الإرهابية، والتى كشفت عن وجهها القبيح منذ 30 يونيو 2013 والإطاحة بمندوب الجماعة فى قصر الاتحادية محمد مرسى، وعلينا جميعاً أن نتذكر مطالب قيادات الإخوان بفرض الجزية على أقباط مصر، ولا ننسى أيضاً أن ذبح الأقباط بدأ على يد الجماعات الإرهابية التى خرجت من حضن جماعة حسن البنا، ولدينا من الأدلة والبراهين مايدعم ذلك، وكان آخرها جريمتا كل من تنظيمى «داعش» و«دالم» فى ليبيا ومصر وسوريا والعراق.
والحقيقة أن جماعة الإخوان المحظورة ظلت لسنوات تنافق الأقباط فى مصر من أجل عيون الأمريكان والغرب، ولكن هذا النفاق لم يستمر طويلاً فهم يعتبرون أن الأقباط كانوا جزءا من إسقاط حكمهم فى 30 يونيو 2013، ولهذا فقد تعرض المسيحيون الأقباط لسلسلة شرسة من الهجمات التى قادتها ضدهم التيارات الإسلامية المتشددة، تمثلت فى الاعتداء على العديد من الكنائس وحرق منازل الأقباط، وتهجيرهم لبث الخوف فى قلوبهم فى محاولة لوضع حجر الأساس لقيام دولة دينية إسلامية، ووصل الاضطهاد الدينى ضد الأقباط فى مصر إلى منعهم من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 2012، خاصة فى جولتها الأخيرة والتى كانت بين محمد مرسى الإخوانى وأحمد شفيق خوفاً من قيامهم بالتصويت لصالح الأخير، وإذا أضفنا جرائم جماعة الإخوان الإرهابية بعد إسقاط مرسى ضد الأقباط وكنائسهم عقب 30 يونيو، فإنه من الضرورى التأكيد على أن الأقباط سيظلون هدفا للإخوان، حيث تتهم الجماعة الأقباط بأنهم وراء إسقاط مرسى، ولذا يجب الانتقام منهم بقتلهم وذبحهم وحرق كنائسهم ليس فى مصر فقط، بل فى كل دول الخراب العربى. إذن الإخوان أضافت أقباط مصر لقائمة الذبح والقتل، وهى القائمة التى تضم الإعلاميين والقضاء ورجال الجيش والشرطة، ولقد عبرت القيادية الإخوانية عزة الجرف الشهيرة بـ«أم أيمن» عن حجم كراهية الجماعة للأقباط، عندما تساءلت عبر «تويتر» قائلة: «كيف تهنئون النصارى بعيدهم، ودماء إخوانكم المسلمين الذين قتلوا على أيديهم لم تجف بعد».