محمد الدسوقى رشدى

بكل شىء من أجل لا شىء

الجمعة، 21 مارس 2014 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وجنانها أسفل أقدامها، ورضاها يظلل أعلى رأسك، كل عيد أم ودعائها يحصنك من السقوط فى فخ الدنيا وصراع القطيعين.. قطيع لا شرعية بدون عودة مرسى وقطيع لا مستقبل بدون ترشح السيسى.

كل عيد أم وأنت تمتلك قدرة إدراك أن الكثير من أمهات هذا الوطن سيمر عليهن يوم عيدهن شديد السواد والقهر والحزن، لأن أحدا لن يرتمى فى أحضانهن ويتمتم بكلمات مثل كل سنة وأنت طيبة يا أمى؟، لا أحد من أهل السلطة والسياسة يتذكر أن اليوم سيمر على الكثير من الأمهات كما تمر المآتم ليس فقط لأن كل أم لن تجد شهيدها أو وليدها المعتقل أمامها بهدية عيد الأم ولكن لأنها أيضا ستشعر بأن دم وليدها ومستقبل ابنها المعتقل ضاع هدرا ثم تلاشى تماما أسفل أحذية المتصارعين على السلطة؟

غدا ستسمع كل أمهات مصر تلك العبارة الموسيقية «كل سنة وأنت طيبة» وترقص قلوبهن على أنغامها، إلا هذا الجمع من الأمهات، والأطفال والأخوات والزوجات، سيفتقدن ذلك دون سبب واضح، ودون تفسير منطقى اللهم إلا إذا ذكرنا.. الإخوة فى الفضائيات الساهرة على المديح والغناء والنفاق والسادة فى الحكومة والأحزاب وانشغالهم بالمكاسب الشخصية.

هؤلاء يستحققن منا هذه «كل سنة وأنتن طيبات»، فلنقف معهن فى الشوارع وأمام المحاكم والبرلمان ونطالب بحقوق أبنائهن من الشهداء والمعتقلين، بمجرم واحد على الأقل يدفع ثمن هذه الوجوه الشابة الشاحبة خلف القضبان بدون سبب وتلك الدماء التى سالت على الأرض، فلنطرق أبوابهن ونرسم على ملامحهن فرحة المشاركة، حتى لا تأتى لحظة تشعر فيها إحداهن بأنها ضحت بكل شىء من أجل لا شىء.

اذهبوا إلى كل بيت معتقل وكل شهيد فى عيد الأم وقولوا لأمهاتهن كل سنة وأنتن طيبات، اطرقوا أبواب بيوتهم وقولوا لكل أم وكل أب وكل طفل أو طفلة إن سنوات أولادهن خلف القضبان ودماء شهيدهم لن تذهب هدرا، انحنوا على أيادى أمهات الشهداء وقبلوها وأخبروهن بأنكم بديل لأبنائهن الذين راحوا فداء وطن بأكمله، أخبروهن بأن شهداءهن أحياء عند الله يرزقون، وأحياء فى قلوب الوطن خالدون مكرمون، قولوا لكل أم فقدت ابنها شهيدا إنكم أبناؤها، وقولوا لكل طفل فقد أباه شهيدا إنكم مكانه ستلبون نداءه عند الحاجة لأن فى رقبتكم دينا لا يقدر بمال ولا بخدمات.. اسمه الكرامة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة