ناصر عراق

هل نسينا فلسطين؟

السبت، 22 مارس 2014 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لنا فى فلسطين ما للفلسطينيين فى بلدهم، ولهم فى مصر ما لنا فى وطننا.. هذه حقيقة تفرضها قوانين الجغرافيا، وتقرها أحكام التاريخ، وتؤكدها الأعراف والتقاليد، وتدعمها حالات الزواج والمصاهرة والمصالح المشتركة. لكن بنظرة سريعة على ما يجرى على حدودنا الشرقية نكتشف أننا نسينا فلسطين أو نكاد، وأن اقتحام نائب رئيس الكنيست الإسرائيلى موشيه فيجلين للمسجد الأقصى صباح الخميس الماضى لم يلفت انتباه أحد فى مصر، ولو حتى ببيان رفض وشجب كتلك التى تعودنا سماعها كثيرًا فى زمن مبارك!

أعلم جيدًا أن فى زمن الثورات تخفت القضايا القومية وينشغل الناس بمشكلاتهم اليومية، وأن الثلاثى البائس من حكامنا – السادات ومبارك ومرسى – قد باعوا فلسطين لليهود أملا فى شراء ود الأمريكان، وأدرك تمامًا أن كثيرًا من تجار الدين استغلوا قضية فلسطين لخداع الشباب المسلم من كل بلدان العالم، فقذفوا بهم فى خضم الجماعات المسلحة بحجة محاربة اليهود فى البداية وتدمير تل أبيب فى البداية، لكن ما حدث أنهم قتلوا المسلمين وخربوا سوريا وليبيا فى النهاية!

كل ذلك مفهوم معلوم، لكنه لا يبرر أبدًا انسحاب مصر من المشهد الفلسطينى، وترك هذا الشعب المناضل تحت وطأة الدولة العبرية وألاعيبها ومكائدها، لأن إسرائيل كانت وستظل هى العدو الأول لمصر، كما لفلسطين، ولعل حزن قادة إسرائيل على طرد مبارك من عرين الرئاسة يفسر لك كيف كان النظام الذى سقط فى 11 فبراير 2011 يعمل لصالح تل أبيب ويعادى القاهرة والقدس!

لقد وصف قادة إسرائيل مبارك بأنه كنز استراتيجى لإسرائيل وحزنوا على طرده، واضطرب الأمريكان وتوتروا حين ثار الشعب على مرسى وجماعته فى 30 يونيو 2013، لأن الإخوان كانوا خير معين لواشنطن فى الحفاظ على أمن إسرائيل، ومازالت القوى الكبرى تخاصم إرادة الشعب المصرى وثورته فى 30 يونيو لأن المستقبل قد يؤدى بوصول مصريين شرفاء إلى السلطة، حينئذ سيكون للقاهرة رأى آخر فى إسرائيل، وستعود فلسطين إلى الواجهة من جديد، آنذاك لن يجرؤ نائب رئيس الكنيست ولا حتى رئيس وزراء إسرائيل أن يدنس أرض القدس الشريف!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة