لعب أحدهم فى إعدادات هذا الوطن ونقله من وضع الاهتزاز والحركة «vibration» إلى وضع الصمت «silence»، ثم ضاعف من حجم تدخلاته وانتقل بالوطن إلى وضع السكون والتوقف «hold»، وبالتزامن مع كل ذلك كان أحدهم يمسك بالريموت كنترول، ويقف أمام شاشة الوطن ويضغط على زر الإيقاف المؤقت «pause».
كل شىء فى مصر صامت وساكن ومتوقف فى انتظار أن يأتى أحدهم بشماعة لكى يحمل عليها بدلة المشير العسكرية، ويأتى الآخر بسجادة حمراء حتى يعلن سيادة المشير ترشحه لانتخابات الرئاسة، إما استجابة لنداء الشعب، أو خوفا من تهديد مصطفى بكرى بالنزول إلى الشوارع ملط إذا لم يعلن المشير ترشحه.
هانت مصر حتى جعلوا منها قطعة من صلصال، يتم تشكيلها وتهيئة أجوائها السياسية والاقتصادية والاجتماعية حسب التوقيت الشخصى لرغبة المشير فى إعلان الترشح للرئاسة، حصنوا اللجنة، واعتبروا تحصينها عبورا كما عبور أكتوبر، بعدما كانوا يرون فى التحصين خلال زمن مرسى نكسة كما نكسة يونيو، وألقوا كل من فكر بالترشح للرئاسة بحجارة من سجيل، الاتهامات بالخيانة والعمالة وكأنهم يريدون العودة بمصر إلى ماقبل 2005 حيث الانتخابات كانت منافسة محسومة قبل أن تبدأ.
حسنا.. قد يبدو لكم الحسم فى صناديق الانتخابات نهاية للفيلم، وتلك أزمة من لم يستوعب حتى الآن الرسالة التى تضمنها الفيلم السابق «مرسى فوق الكرسى»، ستذهب البدلة العسكرية إلى الشماعة، وسيطوى أحدهم السجادة الحمراء ويضعها داخل أقرب مخزن، وسيتكفل الزمن بنزع أقنعتكم وفضح أطماعكم فى لقب رجال حول الرئيس، وسيقف السيسى وحيدا فى مواجهة أحلام وطموحات وأوجاع الشعب، وقبل ذلك سيقف حائرا مندهشا وهم يتذكرون كل وعوده ويحملونه وعود رجاله، وينفضون عن ثيابهم غبار الحب والهيام فى القائد الزعيم، ولا يهتفون سوى بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وباقى قائمة الوعود الوردية التى قدمها المشير، وبالغ فى تفخيمها «مطبلاتية» المشير، ظنا منهم أنهم يخدمونه فى معركة الانتخابات بينما هم فى الحقيقة يضعونه فى حلبة الصراع أمام شعب جائع.. بعضه جائع ينام ببطن خاوية، وبعضه جائع طامع فى الحرية، وبعضه جائع لبعض من الكرامة والعدالة الاجتماعية.
الفيلم لن ينتهى بمجرد أن يقول رجال الفضائيات وخيالات المآتة التى تعشش فى الأحزاب.. اكتسااااااح.. المشير فاز باكتساااااح.. الفيلم سيبدأ حينما يخلع المشير البدلة العسكرية، ويتحول إلى مجرد مرشح عادى.. الفيلم سيبدأ حينما يقول المشير أكشن.. حينما يقول المشير رشحت نفسى من أجلكم.
كلمة أخيرة:
الاختيارات فى مصر ليست محدودة كما تتخيل، بين القوسين العديد منها.. يمكنك أن تختار القبض على جمر مبادئك حتى تنتصر، ويمكنك أن تستسلم سريعا وتموت، أو تستسلم وترفع شعار «الطناش»، أو تعيش كأنك مصطفى بكرى، أو توفيق عكاشة، أو نائلة عمارة أو أحمد موسى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
يا سادة
هذا هو الواقع يا سادة مصر في التلاجة من اجله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمــــد
الـ عندكــم نزلووووه
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو عبد الرحمن
بكري. عكاشة. موسى. عمارة. .... إلخ
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
افتراء وتضليل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر عيونى
وهو عيب ولى حرام ان الناس تحب زعيم و تؤيده بشده
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد الدين
ايوا احنا مستين اليوم دا اللى هيتقدم فيه السيسى للترشح وبشده
عدد الردود 0
بواسطة:
واحده من هنا
دعاية لحمدين صباحى مش اكتر ومش عيب فى السيسى
بس دعاية من نوع رخيص
عدد الردود 0
بواسطة:
j
ازا كان فعلا ان كل مصر مستنية السيسى فدا يحسب ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
السيسى زعيم وقائد واهل لحب الناس اية الغلط فى كدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مدام امانى
انت زعلان ان الناس بتحب السيسى ولى ايه يعنى