للمرة الألف، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية العودة إلى الحياة السياسية. عبر شق الصف الوطنى وإيهام الجميع أنها راغبة فى الحفاظ على الدولة ومصالحها ومؤسساتها، من خلال مبادرة وهمية جديدة ترفع شعار السلمية فى الوقت الذى ينشط فيه جناح الإخوان العسكرى بعمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة، ويشعل فيه طلائع الجماعة الجامعات بالمولوتوف والقنابل البدائية.
المبادرة الوهمية الهلامية الجديدة التى أعلن عنها القيادى بالجماعة الإرهابية جمال حشمت لا تقول شيئا سوى إمكانية تراجع الجماعة خطوة أو خطوتين للخلف لتحقيق مكاسب سياسية وتوحيد صف الجماعة.
لم يذكر حشمت أى تفسير عما يقصده بالتراجع للخلف، ولم يذكر المصلحة العليا للدولة، وإنما أشار إلى مصلحة جماعته بوصفه المتحدث الرسمى باسمها، وكل ما تطرق إليه أن عودة مرسى ليست مطروحة حاليا. حشمت تجاهل كل المصائب السوداء التى ارتكبتها جماعته، من عمليات قتل وحرق وإرهاب واغتيال، وتدمير للمؤسسات ومحاولة تدمير الجامعة، واستهداف مصالح الدولة الحيوية وفى مقدمتها قناة السويس فضلا على التخابر العلنى مع أعداء الوطن لتكوين جبهة خارجية ضد مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب.
لم يفكر حشمت فى الاعتذار للشعب عن كل ما قامت وتقوم به جماعته من جرائم، وإعلان التوبة الصريحة والعودة إلى الصف الوطنى مع الالتزام الكامل بالقانون.
لم يعلن حشمت طبعا الاعتراف بثورة 30 يونيو التى تعبر عن إرادة الشعب وموقفه من حكم الإخوان، ولم يعلن استعداد جماعته للقبول بالدستور الذى وافق عليه الشعب بنسبة غير مسبوقة، وبدلا من ذلك. خرج بعد ساعات من تصريحه ليعلن التراجع عنها واعتبار عودة السيد مرسى مطلبا شعبيا، ولا أدرى ماذا يعنى بعودة مرسى المتهم فى مجموعة قضايا بعضها عقوبته الإعدام شنقا؟. الدرس المستفاد من مبادرة السيد حشمت وردود الفعل عليها أننا يجب ألا نأخذ على محمل الجد بالونات الاختبار التى يطلقها قيادات الجماعة الإرهابية أو ننشغل بها أصلا، وأن الحل الأمنى فى المرحلة الحالية هو الخيار الوحيد للتعامل مع الخارجين على القانون، أيا كان توجههم السياسى.