إسراء أحمد فؤاد

حوار هادئ على مأدبة عشاء مصرية إيرانية

الجمعة، 28 مارس 2014 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحوار ركيزة أساسية تُبنى عليها حلول القضايا المعضلة، وأؤمن إيمانًا تامًا بالحوار البناء الذى يساعد على التوصل لحل القضايا، ويكشف لى على الأقل بما يفكر الطرف الآخر، ويساعدنا على بناء الكثير فى علاقتنا به، والحوار كان أساسًا لجلسة استضافة على مأدبة عشاء جمعت بين المأكولات المصرية الإيرانية، دعا إليها السفير مجتبى أمانى، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، وجمعت كبار الصحفيين أصحاب الرأى فى مختلف الصحف المصرية، حوار كان ضروريًا بعد أن قطعت علاقة البلدان شوطًا من التخبط.


ذهبنا الى هذا اللقاء وتدور أسئلة كثيرة فى مخيلتنا نستعد لإجراء نقاش، محاولة لكشف أسباب اختلاف وجهات النظر وإزالة الغموض الذى اكتنف العلاقات بعد 30 يونيو. وإذا كنت هنا أتحدث عن الحوار فالإيرانيون عرفوا بأنهم أصحاب النفس الطويل، والهدوء فى الحديث، ومال الرئيس الجديد حسن روحانى للحوار والتفاوض فى حل قضاياه المختلفة، وبالحوار استطاع فريق المباحثات النووية التوصل إلى اتفاق جنيف النووى لأول مرة فى تاريخ هذا البلد مع الغرب.

فالإيرانييون الذين يصنعون سجادًا فى سنوات لا يكلون من الحديث عن جماله فى أشهر، بل والتفاوض على ثمنه فى سنوات.

بدأ الطرفان فى تجاذب أطراف الحديث وأشار أمانى علينا بألا نضفى الأسلوب الصحفى على الجلسة، فنحن لسنا فى مؤتمر صحفى بل حوار هادئ، ودى ومفتوح لأى أسئلة أو اعطاء مقترحات أو حلول، والاستماع للرأى والرأى الآخر، وقال أمانى لماذا يُنظر إلى نصف الكوب الفارغ فى العلاقات فقط، فهناك مشتركات عديدة بين البلدين، وإذا كان هناك خلاف 1% فلماذا يتم التركيز عليه وترك الـ 99% من المشتركات، وأكد أن مصر وإيران ثقلان كبيران فى المنطقة، وبذله الكثير لتحقيق تقارب.

وقال إن مصر أغنى من إيران فى مواردها المائية وإن اعتمادها على هذه الموارد سيجعلها أقوى البلاد.

تشعب الحوار وأصبح أكثر مكاشفة، وتمت الإشارة إلى دور إيران فى العراق، وقضية "السنة" و"الشيعة" المفتعلة، ومسألة المد الشيعى ونشر إيران التشيع فى البلاد السنية، وهنا أكد أمانى أنها أكذوبة كبيرة وإذا أرادت إيران لبدأت أولا بتشييع الأقليات السنية بداخلها وطبقًا لفتوى المرشد الأعلى خامنئى هناك منع نشر المذهب بين أهل السنة، وطالب الحضور من إيران طمأنة الدول السنية وتقليل حجم المخاوف والهواجس لدينا واتخاذ الكثير من الاجراءات فى هذا الصدد، كى لا تكرس صورة سيئة عن إيران لدى المصريين رغم المشتركات التى تجمع الشعبين، وهنا تساءلنا فيما بيننا ماذا نقترح على إيران كى تطمئنا فى هذا الصدد، وأشرنا إلى أساليب مختلفة، منها مناقشة الفروق بين الشيعة والسنة وإقامة حوار سنى شيعى كما كان يحدث فى السابق.

وتطرق الحديث عن الوضع السورى ومساندة إيران لنظام بشار الأسد، كذلك العلاقات الخليجية مع إيران ومصر، ورغم اختلاف بعض وجهات النظر بين إيران ودول الخليج، لكن هناك علاقات قائمة وسفارات وتبادل تجارى ورحلات جوية مستمرة.

وتطرق الحديث لعلاقة إيران بحماس وحزب الله، ونظرة إيران لثورة 30 يونيو، والاتفاق النووى الإيرانى مع الغرب، وعلاقة إيران بأمريكا بعد الاتفاق النووى، وكشف النقاش عن أن هناك كثيرًا من سوء الفهم بين البلدين يمكن التغلب عليه بحوار موسع يتمتع بشفافية من الطرفين.
فى النهاية كان حوار بناء ومثمرًا وصريحًا للغاية، أكثر مكاشفة وشفافية وإن اختلفت الرؤى أحيانًا، أجاب فيه أمانى بصراحة على أسئلتنا وطرحنا نحن الكثير من وجهات النظر استمعها لها بسعة صدر، ونبهتنا هذه الليلة إلى احتياجنا الشديد لحوار هادئ بناء مع الطرف الآخر، واستنتاجًا منه أيضًا أنه يتعين على إيران بذل مزيد من الجهد لتقليل الهواجس والمخاوف التى تعترى العلاقات المصرية الإيرانية، وفى المقابل ينبغى على مصر إعطاء مساحة لهذه الجهود والإجراءات التى ستتخذها إيران وإقامة حوار بناء لفهم الأخر، حوار تبنى على أساسه علاقة متوازنة لا يشوبها ارتياب لتحقيق المعادلة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة