«الخرتى» وجمعه «الخرتية» لمن لا يعلمون، شخص يشبه المرشد السياحى لكنه ليس مرشدًا سياحيًا معتمدًا، ينتشر ويتواجد بكثرة فى أماكن تجمع السائحين، فى وسط البلد، فى الأقصر، فى سيناء والغردقة، وهؤلاء يجمعون فى أشكالهم وسلوكهم بين «الخنافس» و«الهيبز»، وساقطى المجتمع فى المدن الأوروبية والأمريكية، وعملهم هو تقديم الخدمات الكاملة للسائحين بأجر، بدءًا بإرشادهم إلى البارات، وصولا إلى الخدمات الجنسية بأنواعها.
معظم هؤلاء «الخرتية» المتضررين من كساد السياحة، والموجودين بحكم طبيعة عملهم فى الميادين الرئيسية ووسط البلد، سواء فى القاهرة أو غيرها من عواصم المحافظات، انتقلوا من النشاط السياحى الأسود إلى السياسة بعد ثورة 25 يناير، فهم الذين ظلوا باقين فى الميادين بعد أن قام الشعب بدوره الكبير فى الثورة، وعاد كل مواطن ليمارس حياته، الفلاح فلاح والعامل عامل والموظف موظف، أما «الخرتى» فيظل فى وسط البلد يبحث عن سائح، أو أى غريب أو قريب يعرض عليه خدماته.
من هنا ظل دعاة التوتر والعنف وضرب الاستقرار قادرين على ممارسة برامجهم بعد أن عثروا على ضالتهم فى «الخرتية» وأطفال الشوارع، وتلاقت ذيول المخابرات الأجنبية والإخوان معًا عند هذه النقطة، مثلما تلاقى أعضاء التنظيمات الإرهابية وتنظيم الإخوان فى القيام بعمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة، بزعم الانتقام للدولة الإسلامية المجهضة فى مصر.
وقطع «الخرتية» شوطًا أبعد عندما احتلوا مواقع التواصل الاجتماعى، ونقلوا قيمهم لتهيمن على أسلوب النقاش فى «فيس بوك» و«تويتر»، لتجد السخرية العدمية من كل شخص وكل رمز، والشتائم «عمال على بطال»، خصوصًا عند ظهور أول بادرة للخلاف فى الرأى، ولم تعد تعرف من هؤلاء، وهل يمثلون أنفسهم أم أنهم يتعمدون تسفيه وتشويه مواقع التواصل، حتى أصبحت مثل مستعمرات الجذام تنضح بالبؤس والقبح واليأس والسفالة!
الغريب والمحزن أن عددًا لا بأس به من الجماهير بدأ يظن أن التعبير عن الرأى السياسى لابد أن يمر بالقناة القذرة لـ«خرتية» مواقع التواصل الاجتماعى، وأن العدمية هى الموضة الجديدة التى لابد أن يواكبها الشاب حتى يكون ثوريًا وسياسيًا ناشطًا، وأن الكلام عن مصالح الوطن العليا يتعارض مع الحريات ومع العصر.
أيها الخرتية.. يلعن...
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة