لا يعول أحد على القمم العربية، بل يراها رجل الشارع، حتى الساسة، مجرد «فعاليات بروتوكولية» لا جدوى منها، لكن قمة الكويت الأخيرة جاءت كارثية، فبدلاً من أن تحمل معجزة على يد أمير الكويت الذى يواصل وساطته لاحتواء الأزمة بين قطر ومحيطها الخليجى ومصر، فقد تحدث أمير قطر ليصب مزيدًا من الزيت على الوضع المشتعل، وبدا كأنه مبعوث التنظيم الدولى للإخوان، فتطوع بتقديم النصائح قائلا: إنه لا يصح إقصاء قطاعات كاملة واتهامها بالإرهاب، داعيًا لما أسماه «الحوار الجامع» بمصر، وأنه لا يليق لدول فشلت فى مواجهة الإرهاب، واحتواء مكونات المجتمع أن تلجأ لاتهام الآخرين، مدافعًا عن الاتهامات العربية لسياسات بلده التى تحتضن مؤتمرات الإخوان، وتدعم تنظيمهم الدولى.
تجاوز «تميم» حدوده بالخوض فى شؤون مصر، ودفاعه عن الإخوان، وتباهيه بالدور المشبوه لبلده، وبالطبع فنظرات الاشمئزاز التى وجهها الرئيس المؤقت عدلى منصور لهذا المتبجح ليست ردًا كافيًا لتشفى غليل ملايين المصريين الذين شعروا بالإهانة من اللغة الاستفزازية التى تحدث بها حاكم قطر، ومطالبتهم بردعه ليتوقف هو ومن يعمل لتنفيذ مخططاته عن الممارسات العدائية ضد مصر وشعبها، فى مشهد آخر، تحدث المشير السيسى، وزير الدفاع السابق، قبيل استقالته بساعات للمصريين فيما لا يزيد على ربع ساعة، أعلن خلالها اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة بعد طول انتظار شعبى لقراره، ولم يعد الناس بأنهار العسل واللبن، لكنه اعترف بالتحديات التى تواجه مصر، مؤكدًا أن مواجهتها ليست مستحيلة، وبعث برسائل للداخل والخارج، مفادها أن هناك أوضاعًا لا تليق بمكانة مصر والمصريين، منها استباحة قوى إقليمية ودولية لشؤونها الداخلية، وشدد على أن هذا ليس مقبولًا، فمصر لا تتدخل فى شؤون الآخرين، ولن تقبل المساس بمكانتها.
هذه الرسالة تحديدًا لا تقل أهمية لملايين المصريين عن توفير رغيف الخبز، لأنهم شعروا بالإهانة وهم يرون ويسمعون تطاول قطر، ودعمها الصريح لجماعة الإخوان الإرهابية، فى سياق دور الدوحة المشبوه لتنفيذ التوجهات الأمريكية الجديدة القائمة على سيناريوهات إعادة تفكيك ورسم خرائط المنطقة.
ولا تنفى قطر علاقاتها بالإخوان بمختلف الدول العربية، ويزيد من ذلك سلوك سياسى واضح لحكامها لإسقاط الأنظمة، والتدخل الصريح فى الصراعات الداخلية بهذه الدول، فضلًا على دعمهم غير المحدود سياسيًا وماليًا وإعلاميًا تقوده فضائية «الجزيرة» التى تسخر طاقاتها لصالح الإخوان، والتحريض على مؤسسات الدولة المصرية، والتغطية الانتقائية للأحداث، وتبنيها خطاب التنظيم الدولى للإخوان، واستضافة قادته، وتوفير ملاذ آمن، ومنح جنسيتها للمطلوبين للقضاء المصرى، وغيرها من الممارسات العدائية.
يُعول المصريون على الجمهورية الجديدة فى قضايا داخلية مُلحة، كالأمن والاقتصاد والبطالة وغيرها، لكنهم أيضًا يترقبون مواقف صارمة ضد الدويلات التى طالما استباحت وطنهم، ونهشت عرضه لتدرك حجمها، وتعرف لمصر قدرها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علي كمال
تميم بن حمد بطل مع سبق الاصرار والترصد
فقد تحدث بقوة ولسان الشارع العربي
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
..........من فضلكم
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$