ناصر عراق

متحف الفساد السياسى!

الأحد، 30 مارس 2014 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنا فعلت حكومة إبراهيم محلب حين اتخذت قرارًا بهدم مقر الحزب الوطنى الديمقراطى بميدان التحرير، فهذا المبنى المشبوه شهد أكبر عملية (نصب) سياسى فى تاريخ المصريين بامتداد أكثر من ثلاثة عقود حين أسس السادات حزبه الوطنى الذى عاث فى الأرض فسادًا!

فى هذا المقر الملعون حيكت المؤامرات والألاعيب لتدمير الحياة السياسية فى مصر، وترسيخ منظومة الفساد، وصار قادة الحزب يلعبون بمصير شعب ويحطمونه نفسيًا بمهارة غريبة، وفى هذا المقر عقدت الصفقات المشبوهة لمعدومى الضمير من رجال الحزب والوزراء وحفنة من رجال الأعمال والإعلاميين (بعضهم عاد دون أدنى خجل لتملأ صورهم الصحف).

فى هذا المقر الملعون صال وجال وتغطرس جمال مبارك وحواريوه، وزعموا أنهم فقط من يفهمون السياسة، وأنهم فقط من يعرفون مصلحة الشعب، فى حين كانت الاستعدادات تجرى على قدم وساق ليرث الابن حكم أبيه، ولتستمر آليات الخراب وتنتشر، وليزداد الفقراء فقرًا، ولتهرّب الأموال إلى الخارج بالمليارات!

أجل.. هدم هذا المبنى البغيض ضرورة، لكنى أقترح أن نحافظ على جزء صغير منه، ونحوله إلى متحف يطلق عليه (متحف الفساد السياسى)، ونضع فيه صور مؤسس الحزب ورؤسائه وأمنائه العامين وقياداته وزعماء لجنة السياسات والإعلاميين المنافقين، ومع كل صورة تعريف صغير بما ارتكب صاحبها من جرائم سياسية فى حق الشعب، حتى تظل نار جرائمهم متقدة على الدوام، فتعرف الأجيال القادمة كيف حكم مصر وأهانها ونهبها مجموعة من الجهلة والطماعين!

لن ننسى بطبيعة الحال أن نضع فى (متحف الفساد السياسى) صور شهداء ثورة يناير 2011 من الشباب الرائع الذين جادوا بأرواحهم من أجل وطن أكثر حرية وعدلاً، كما سنزين المتحف بصور أخرى لمقر الحزب المنكوب لحظة اشتعاله، عسى أن يتعظ الشعب – وليس الحكام – ولا يسمح لأى رئيس قادم أو حزب باختطاف الدولة وتدميرها ونهب خيراتها.

إن تخصيص جزء من مقر الحزب المرفوض وتحويله إلى متحف أمر بالغ الأهمية، لكن يجب ألا ننسى مقر مكتب الإرشاد للجماعة المشبوهة، إذ يجب أن نحوله إلى متحف نطلق عليه اسم (متحف الإرهاب السياسى)!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة