أتعجب من بعض المحللين السياسيين الذين يخرجون علينا بتحليلات سياسية ضد المنطق والطبيعة البشرية والكونية وليس لها هدف إلا ضرب شعبية شخص ما، ومن أغرب ما سمعته مؤخرًا أن جماعه الإخوان ستصوت لصالح المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع الحالى، فى حال ترشحه للرئاسة، البعض برر ذلك بأنهم يريدون وصول السيسى للحكم لكى يثبتوا للعالم أن ما حدث فى 30 يونيو 2013 يعد انقلابًا عسكريًّا بقيادة السيسى، أما البعض الآخر فإنهم يبررون ذلك بأن الجماعة تريد أن تنتقم من السيسى وهو رئيس، كما فُعل مع محمد مر سى، وهناك رأى ثالث يقول إن الإخوان جماعة نفعية تضع مصالحها على رأس أولوياتها، لهذا فإنها ستلعب مع السيسى وليس حمدين أو غيرهما ممن سيرشحون أنفسهم للرئاسة، والحقيقة أن كل من يروج أكذوبة أن الإخوان سيصوتون للسيسى رئيسا لمصر لا يفهم طبيعة الجماعة جيدًا، فمنذ 30 يونيو أصبح السيسى فى أدبيات الإخوان «الشيطان الرجيم» بعد أن كان قبل 30 يونيو 2013 «الملاك العظيم» باعتباره مختارًا من مرسى لمنصب وزير الدفاع خلفا للمشير طنطاوى الذى أطاح به مرسى، واعتبرت جماعة الإخوان وقتها أن قرار إزاحة طنطاوى هو بمثابة انتصار تاريخى، وأن مرسى أطاح بحكم العسكر ووصل الأمر إلى خروج مظاهرات إخوانية تهتف بحياة مرسى، وقتها وصفت الجماعة السيسى بكل الصفات العظيمة حتى جاءت مظاهرات الغضب الكبرى فى 30 يونيو 2013 وانحياز السيسى للغضب الشعبى ورفضه أن يستمر رئيس فاشل فى حكم مصر.
ومنذ عزل مرسى وكل أدبيات الإخوان تعتبر الفريق السيسى شيطانا رجيما، ووصلت كراهيتهم للسيسى إلى رفض الطبيب الإخوانى الكشف على طفل مريض لم يتجاوز عمره 3 شهور والسبب أن اسمه «السيسى»، الإخوان اعتبروا الفريق السيسى عدوهم الأول، لأنه أجهض حلم الجماعة فى حكم مصر بعد أن شعروا أنهم ملكوا الأرض ومن عليها، الإخوان كرهوا السيسى لأنه انحاز للشعب ضد جماعة، الإخوان، كرهوا السيسى لأنه أراد أن يعيد مصر للمصريين وليس لمكتب الإرشاد، الجماعة كرهت السيسى لأنه رفض الأخونة فى الجيش والشرطة وأعلن تحديه للرئيس الضعيف الذى لا يصلح لحكم قرية أو كفر فكيف له بحكم مصر؟!.. هذا هو الفريق السيسى الذى أصبح فى أدبيات الإخوان خائنًا، ولكنه فى أدبيات الشعب المصرى بطل شعبى بعد أن خلّص هذا الشعب من عصابة الإخوان التى دمرت كل شىء، اللهم احفظ مصر من شرور الجماعة ومن يناصرها.