خلال اليومين الماضيين وعقب أداء اليمين للحكومة الجديدة كانت تعليمات المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الجديد واضحة وقاطعة فى أول اجتماع مع أعضاء حكومته، بالنزول إلى الشارع والتقليل من أوقات التواجد فى المكاتب، فالشارع والالتحام بالمواطنين والاستماع إلى شكواهم وحل مشاكلهم هى أحد التعهدات السبعة للمهندس محلب فى خطابه أو بيانه للشعب عقب توليه المسؤولية، لتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لأفراد الشعب المصرى.
إذن الشارع بالمعنى السياسى والعملى هو المعيار الحقيقى فى الوزارة السادسة بعد ثورة يناير والثانية بعد ثورة يونيو للحكم على أداء الوزراء وإنجازهم من أجل تنفيذ التعهدات فى المرحلة القصيرة المقبلة. وبالأمس تابع الناس جولات الوزراء فى محافظات مصر للوقوف على المشاكل الحياتية اليومية للمواطنين، وأهمها بالطبع أزمة انقطاع التيار الكهربائى التى تشكل تحديا لحكومة المهندس محلب ومشاكل مياه الشرب والصرف الصحى والطرق المتهالكة ورغيف العيش والأسعار.
التعهدات والالتزامات لحكومة محلب يمكن أن يشعر بها المواطن البسيط فى الحال إذا استشعر الجدية فى تحركات الوزراء فى المحافظات والمدن والقرى وبالقرارات الصادرة لتنفيذ مشروع هنا أو هناك، لاستعادة هيبة الدولة من جديد، وألا تتحول تلك التحركات إلى «شو إعلامى» أمام عدسات الصحف والقنوات الفضائية وتهدأ الحركة ويصيب التعب والإرهاق الوزراء بحكم العادة، وتعود ريما إلى مكاتبها وحركتها الاعتيادية مرة أخرى.
التحديات مثل «الجبال» كما وصفها محلب وتحتاج إلى رجال ومقاتلين وسواعد قوية وأقدام راسخة وواثقة، فلا صوت يعلو فوق صوت العمل والبناء- كما قال رئيس الوزراء- ومصر فى حاجة إلى العمل والإنجاز لتعويض ما فاتها من هدر فى الوقت، وإهدار للطاقات والإمكانات والفرص الضائعة، وأول هذه التحديات استعادة الأمن والقضاء على الفوضى والعشوائية فى الشارع المصرى، ومواجهة موجات الاحتجاجات والإضرابات الفئوية بالحوار والتفاوض بشفافية وبوضوح، وتحقيق المطالب المشروعة للعمال والموظفين، وتحفيزهم على الإنتاج وإعلاء المصلحة العليا للبلاد فى المرحلة الصعبة التى تمر بها. فالأمن هو أهم وأكبر التحديات والأولويات لحكومة محلب لفرض هيبة الدولة، وإعادة الاستقرار مرة أخرى لاستنهاض الهمة الاقتصادية.
المواطن لن يصبر كثيرا على حكومة محلب ويترقب بشائر العمل والإنجاز السريع على الأقل للمشاكل اليومية فى الشارع المصرى.