يفهم البعض كلمة رجل الدولة بشكل يسيئون به إلى هذا المصطلح، فرجل الدولة ليس عندهم هذا الرجل الذى يلتزم بالقوانين، ويعمل تحت ضغط، ويوازن ما بين الأمور، ويضع المصلحة العليا للوطن فوق كل مصلحة، لكنه عندهم هو «عبدالمأمور»، من يسمع أمر السلطة فيلبى، وإن لم يسمع يحاول أن يقيس الأمور على مواقف المتسلطين، وإن لم يتمكن من القياس استأنس بأقرب صوت محسوب على السلطة ليردد كلامه.
ولأن بعض «عبيد المأمور» قد تخفوا مؤخراً تحت أسماء وصفات مستعارة استغل بعضهم المنافذ الإعلامية المتاحة لهم فى الهجوم على الجماعة الثقافية التى اعترضت على تولى أسامة الغزالى حرب لحقيبة وزارة الثقافة، واتهمت تلك الجماعة بالغوغائية تارة وبالقبلية تارة أخرى، زاعمين أن المثقفين وقعوا فى تناقض كبير لأنهم كانوا يطالبون بتولى مدنى لوزارة الدفاع، بينما لا يريدون أحداً من خارج موظفى وزارة الثقافة ليقودها، وفى جملة هذه الاعتراضات العديد من التناقضات، فالمثقفون أنفسهم يعرفون أن كلامهم غير مقدس، وكانت مطالباتهم بتولى مدنى لوزارة الدفاع فى وقت كان الزخم الثورى على أشده بالشكل الذى جعل الجميع يحلمون بالوصول إلى قمة الهرم الديمقراطى، لكننا للأسف بعد تولى الإخوان الحكم أيقنا من أن ذلك الحلم بعيد المنال، حتى إن هناك العديد من كبار المثقفين رحبوا بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى ليس لوزارة الدفاع فحسب وإنما للدولة كلها.
لو كان هؤلاء المدعون «أبطالاً» حقيقيين ويؤيدون فكرة عدم اشتراط التخصص للترشح للوزارات فيظهروا لها أمارة، ولتكن تلك الأمارة هى أن يعترضوا على تولى المشير عبدالفتاح السيسى لوزارة الدفاع، وأن يلزموا ضباط الجيش بنفس ما يريدون أن يلزموا به المثقفين، وفى الحقيقة فإن القياس أيضا مع الفارق، وسبب اعتراض الكثير من المثقفين على تولى أسامة الغزالى حرب لم تكن لأنه من خارج الجماعة الثقافية ولكن لأن تجاربه العملية السابقة أثبتت أنه فاشل لكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالمرشح المستبعد انضم قديماً إلى لجنة السياسات وفشل، ثم أسس حزب الجبهة وفشل، ثم انضم بعد الثورة إلى المجلس الاستشارى وفشل أيضاً، وأخيراً انضم إلى جبهة الإنقاذ، وأسهم فى تقسيمها وتقزيمها، فبأى عين تريدون لنا أن نقبل بالفشل المستمر ليقود مسيرة الوعى المصرى؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
هههههههههه