د. عصام حجى أحد شباب مصر النوابغ. ولد فى مدينة «طرابلس» الليبية، والتى حصل على الشهادة الابتدائية من مدارسها، ثم انتقل مع والده إلى تونس، وحصل هناك على الشهادة الإعدادية، وعاد إلى مصر ليحصل على الشهادة الثانوية، والتحق بعدها بكلية العلوم «جامعة القاهرة» وتخصص فى دراسة الجيولوجيا. استطاع الحصول على درجة الماجستير من «جامعة باريس»، وفى عام 2002م حصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف فى علوم الفضاء من نفس الجامعة، ثم عمل فى وكالة ناسا. تم تعيينه كمستشار علمى للرئيس، ولم يكن مفهوما مهامه الوظيفية! بالتأكيد هو واجهة نفخر بها وتفخر بها أى دولة لكن منذ تعيينه لم نر مساهمة حقيقية وفعالة مقارنة مثلا بالطبيب العالمى مجدى يعقوب اسطورة الطب فى العالم الذى لم نسمع له حسا ولا صخبا ولا ضجيجا سوى العمل والعمل والعمل وافتتح مركزه الشهير لعلاج مرضى القلب. هل كان تعيين عصام حجى وردة على جاكتة الدولة المصرية نتباهى بها أمام العالم؟ هل التخصص نفسه كواكب وفضاء وناسا هو سبب تعيينه مستشارا علميا؟ أبهة يعنى؟ أليس هناك علماء نوابغ خارج أو داخل مصر فى تخصصات أخرى قد يكونون أقرب للواقع المصرى وحل مشاكل مصر التى نعيشها؟ هل أولوياتنا فى التنمية هى أبحاث الفضاء؟
قصدت أن أسرد سيرته العلمية لمحاولة تفسير تصريحه وموقفه من الجهاز الذى أعلنته القوات المسلحة لاكتشاف وعلاج فيروس سى والإيدز. بالتأكيد لن أناقش أو أدافع هنا عن الاكتشاف العلمى، فلست أهلاً لذلك، والذى يتفق الجميع على أن أسلوب العرض كان دون المستوى، لكن الدكتور حجى الذى كان فى أمريكا وقتها صرح تصريحا خطيرا بأن هذا الإعلان «فضيحة علمية لمصر». أريد أن أحلل بطريقة مجردة هذا التصريح الخطير الذى صدر فى 25 فبراير 2014 أى بعض مرور يومين، وربما أقل من تاريخ المؤتمر الصحفى للقوات المسلحة! سأفترض أن هذا الاكتشاف ليس له أى قيمة علمية ولا معنى وكله تهريج.. سأفترض ذلك.. كيف يتسنى للدكتور حجى وهو فى الخارج أن يحكم عليه علميا فى أقل من 48 ساعة؟ خبرة الرجل أولا فى مجال الجيولوجيا والفضاء وليس علوم الفيروسات! ثانيا هو فى موقع مسؤول ويعمل داخل مؤسسة الرئاسة وليس «ناشطا» علميا يقول ما يحلو له! ثالثا هو لا يدلى دلوه فى بحث علمى فى مجال تخصصه بل يرتبط مباشرة «بسمعة» الدولة المصرية! التصرف الطبيعى جدا أن يرفض التعليق وهو فى الخارج ثم يعود إلى مصر يجلس مع فريق البحث بنفسه يشكل لجنة مستقلة من العلماء المتخصصين فى هذا المجال ويرفعوا له تقريرا مفصلا عن البحث، ثم بعد ذلك يرفع تقريره لرئيس الجمهورية، وبعد ذلك وإذا أراد ألا يلوث تاريخه العلمى، ويتبرأ تماما من وجوده داخل دولة بها مؤسسة رسمية تعلن عن هذا البحث الهزيل من وجهة نظره أن يتقدم باستقالته، ثم يدلى بتصريحاته كيفما شاء! لو فعل ذلك ربما سينال سخط الكثير، ولكن سيكسب احترام آخرين لأنه احترم منصبه والمسؤولية الملقاة على عاتقه واستقال! ثم تصريح آخر غريب أنه أجل زيارته لمصر حتى لا يزيد الاحتقان. «زيارة لمصر»!! أى زيارة يا دكتور؟! سياحة يعنى؟ وهل تعتبر أمريكا بلدك الأم وتأتى زيارة لمصر أم العكس! وإذا قارناه بتصريح د. أحمد زويل فى نفس الموضوع الذى قال «إنه لا يستطيع إبداء أى رأى فى اختراع القوات المسلحة الخاص بمعالجة فيروس «سي» و«الإيدز»، إلا بعد مروره بالخطوات والاختبارات العلمية، معتبرًا أن هذا الاختراع إذا ثبتت صحته فإنه إنجاز علمى». هذا التصريح المنضبط يفرق بين العالم المسؤول و«الناشط العلمى».