لقد خُدِعنا وتحملنا ما لا طاقة لنا به أن نتحمله.. لقد ضحكت علينا مجموعة من الخونة والعملاء وأصبحنا كشعب ووطن على حافة الهاوية والخطر. لقد شاء القدر أن بين ليلة وضحاها يَصبح الشعب المصرى بأكمله على كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى تحت شعارات واهية وحناجر كاذبة وأبطال من ورق. لقد صدَّق هذا الشعب العظيم مجموعات من الإرهابيين لسنوات تجاوزت الثلاث وأدرك بكل الأسف الغلطة بعد فوات الأوان وبعد مرور القطار آلاف الكيلوميترات نحو طريق أسود كاحل لا نعلم أن كان سيعود بنا أم لا. لقد اختفت أيقونات الكارثة وكل منهم مُحمل بالغنائم بينما الوطن ينزف متألما من فعلتهم الخسيسة، لقد وقعنا فى الفخ نحن المصريون!!.
على مر العصور تعرضت مصر لعدة كبوات ومرت عليها سنوات عجاف وكان السبب الرئيسى فى هذه الكبوات أعداء وعناصر خارجية سواء باستعمار أو باحتلال أو بحرب والغريب فى هذه المرة أن العدو والمتسبب الفعلى فى الكارثة ليس بعنصر خارجى بل إنه عنصر داخلى من دمنا ولوننا ولحمنا وشحمنا لذا يصعب تمييزه لأخذ الحذر منه لذا كان من الصعب توقع فعلته البشعة والدنيئة، فهو كالزوجة الخائنة التى تخطط للخلاص من زوجها من أجل عشيق جديد، فهى تعيش فى خير زوجها وتحت مظلته وحِماه وتستفيد من كل خير يأتى إليه وتنام إلى جواره وهى تُحضر لطعنه فى ظهره غير مبالية بمصلحة أولادها أو تأثير طعنتها هذه على رجل عاش معها سنوات عديدة، هى لم ترَ سوى نفسها وتبرر فعلتها بأى مبررات مثل أن زوجها لم يخرج بها إلى السينما يوما، أو أنه يسهر فى عمله ويهملها بعض الوقت، أو أنها تريد الذهاب للنادى وهو يفضل المكوث بالمنزل وما إلى ذلك من مبررات ساذجة ليستريح ضميرها الميت وقد تُفرط فى الصلاة والعبادة أيضاً لتكتمل للمجتمع صورتها وسيرتها العطرة الطاهرة التى هى أبعد ما يكون عن الطهارة. إنه تشبيه قاسٍ للغاية وتتجسد فيه الخيانة بكل معانيها وصورها البشعة التى يستحيل للضحية فيها أن يسترد عافيته وقدراته وثقته بنفسه إلا بمعجزة إلهية كما حدث فى 30 يونيو الماضى على أيدى أشرف وأنبل وأقدم جيش فى العالم جيشنا المصرى حامى الوطن والمواطنين من أعدائهم بالخارج وأدعائهم بالداخل.