سعيد الشحات

أفول النجم القطرى بضربة خليجية

الخميس، 06 مارس 2014 06:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم تحسب قطر أنه سيأتى اليوم الذى تواجه فيه ردا عنيفا من السعودية والإمارات والبحرين، والذى تجسد فى سحب سفرائها من الدوحة أمس.

قوة الفعل الثلاثى تكمن فى أن «قطر» تواجه لأول مرة تهديدًا بالعزلة الخليجية، يمتد أثرها إلى خارج حدود دول الخليج، وهذا تحول لا ينفع معه ارتكاز السياسة القطرية على الحليف الأمريكى فى كل صغيرة وكبيرة، وتعاملها على أساس أن دق باب واشنطن يحميها ويعزز مكانتها أكثر من الآخرين.

فرضت قطر نفسها على المشهد السياسى عربيا وإقليميا، بدءا من منتصف تسعينيات القرن الماضى، وهى الحقبة التى كان يعاد فيها رسم خريطة المنطقة على أثر احتلال العراق للكويت عام 1990، مما استدعى حضورا أمريكيا لمنطقة الخليج انتهى باحتلال أمريكا للعراق، وفى سياق الاجتهادات التى تسابقت وقتها عن مستقبل المنطقة، تحدث البعض عن اختفاء دول وبزوغ أخرى، ليس بالمعنى الجغرافى، وإنما بالمعنى السياسى، وتزامن مع ذلك انقلاب الشيخ حمد على والده فى قصة من قصص دراما صراع القصور، ليتولى حكم البلاد، وكان هذا الانقلاب عنوانًا لمرحلة البزوغ «الزائف» لقطر الذى تتحرك أفعاله على أرض هشة، فحقائق الجغرافيا والتاريخ تعين الدول على قوة أدوارها، وليس بالمال والإعلام وحدهما تصنع الدول أدوارها الرائدة، ربما يكون هذا لبعض الوقت، لكنه لا يصمد طوال الوقت.
عن حقائق الجغرافيا والتاريخ التى تخاصم قطر، استمعت قبل سنوات فى جلسة خاصة مع سياسى عربى يعيش فى قطر، إلى أن «السعودية» هى بعبع الأسرة الحاكمة فى قطر، وأن أهم تقرير يقرأه صباح كل يوم يتعلق بنشاط الجارة «السعودية» داخليا وخارجيا، ثم تأتى باقى التقارير، وتلك إشارة يتداخل فيها خوف من الحاضر والمستقبل، ولعل هذا يعطى تفسيرا لارتماء قطر فى الحضن الأمريكى الإسرائيلى أكثر من أى دولة أخرى، ووجود قاعدة أمريكية فيها، فى خطوة تعنى أن الاستحواذ على قلب «واشنطن» يقود إلى حماية قطر من «الجار» السعودى، ويفتح المجال للدور القطرى بشكل عام فى المنطقة.

واصلت القيادة القطرية هذا النهج بخطوات لافتة، فهى صديقة لإسرائيل وحماس وحزب الله فى آن واحد، وتتحدث عن العروبة وتمارس نقيضها، وحليفة لأمريكا، لكن لا مانع من انتقادها فى بعض الأحيان، تبدو كوسيط نزيه فى الأزمات العربية، لكنها فى الخفاء طرف كبير فى تحريكها، تتحدث عن مأساة الشعب الفلسطينى، بينما علاقة الدفء والمحبة ولغة الغزل تتواصل مع قيادات إسرائيل، تتحدث عن إرادة الشعوب، بينما تنحاز إلى فصيل مثل جماعة الإخوان وما تقوم به من تخريب فى مصر والإمارات وغيرهما، وهذا الشىء ونقيضه، يعبر عن «لعبة» زائفة سرعان ما تتضح حقيقتها الهشة.

استخدمت قطر سلاح المال والإعلام ممثلا فى قناة الجزيرة، فى تصعيد مكانتها، وساعدها على ذلك حالة الخواء العربى، وغياب دور مصر إقليميا وعربيا، لكن «الغرور» أخذها بعيدا، فتصورت أن بمقدورها توجيه ضربة قاضية إلى السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، لكن حقائق الجغرافيا والتاريخ تقود حتما إلى «أفول النجم القطرى».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة