تفاعلت أنا وغيرى كثيرون مع المبادرة التى أطلقها الإعلامى عمرو أديب منذ أيام من خلال برنامجه القاهرة اليوم على هاش تاج يحمل اسم المبادرة، الكل يكتب باختلاف توجهاته كيف نستطيع أن نعطى فرصة لمصر من وجهة نظره. توقفت عند هذه الدعوة التى ذكرتنى بدعوتى إبان وقت صدور قانون التظاهر كمبادرة منى أن نوقف التظاهر لمدة، ولتكن ٦ أشهر نظرا للظروف التى تمر بها البلاد ولا أعنى هنا بالطبع تجاهل المطالب التى نتظاهر من أجلها، ولكن فقط محاولة إيجاد آليات آخرى لا تمنح أعداء الوطن فرصة لاقتناصها لمصلحة توجهاتهم، وكنت أرى أن هذا القانون يمنع التظاهر لا ينظمه، وهوجمت من الكثيرين ولقى الاقتراح استحسانا من الآخرين. ولكن تلقينا مبادرة ادوا فرصة لمصر ببارقة أمل وبدأنا نكتب ما يجول بعقلنا وخواطرنا وأول ما خطر فى بالى الزخم الكلامى الساخر الذى حدث حول اكتشاف جهاز لعلاج فيروس سى والإيدز، مجرد كلمة اكتشاف جهاز لعلاج هذه الأمراض الخطيرة أعطت أمل فى قلوب الكثير من المرضى، بغض النظر عن طريقة عرضه وتسويقه المحبطة السيئة من القائمين على هذا الاختراع أو من الإعلاميين الذين لا يفقهون شيئا عنه، فكان هذا أكبر دعاية سيئة للاختراع وفى نفس الوقت قتل الأمل فى قلوب الكثير من المرضى الذين يعتمدون على الأمل والإرادة كجزء أساسى فى علاجهم.
وعودة للمبادرة وما كان يجول بعقولنا نحن شباب مختلف التوجهات وقت إطلاقها والتى أرى أن أقيم ما فى هذه المبادرة أن نعطى فرصة لمصر كما يراها الجميع وليس كما يراها طرف واحد دون الآخر ممن يشعرون بالمسؤولية الوطنية تجاه هذه البلد حتى لو اختلفنا معهم.
للمضربين.. ادوا فرصة لمصر واختاروا من يمثلكم وقابلوا المسؤولين وارفعوا مطالبكم ولا تتنازلوا عنها وأعطوا الفرصة للمسؤولين لتنفيذها واجلوا الإضرابات ولو مؤقتا فقط، ادوا فرصة لمصر وبصوا على الإيجابيات وطوروها ونموها وقاوموا السلبيات بفضحها وخلق البديل مش بس بالكلام والنقد غير البناء، لا تحبطوا ولا تصدروا الطاقات السلبية. ادوا فرصة لمصر متبقاش سوريا واليمن وليبيا، مصر لسه بخير وتستطيع أن تتعافى وتقف من تانى، ادوا فرصة لمصر ولأنفسنا نغير سلوكياتنا وأخلاقنا مع بعض نتقبل الآخر، ادوا فرصة لمصر وطبقوا صح الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور وأيقنوا أن العدالة أساس الرضا والقناعة والتحفيز على العمل والإنتاج، ادوا فرصة لمصر وادوا الشباب فرصة يتعلم ويمارس ويخطئ ويصيب فهو المستقبل مللنا الوجوه القديمة فى المواقع القيادية نقدر خبراتهم ونشعر بهدر خبرات أخرى للقيادات الوسيطة بالأخص.
ادوا فرصة مصر وأطلقوا سراح الشباب المظلوم منهم من المعتقلات فالقبض العشوائى أصبح كارثة والاختلاف فى الرأى ليس جرما و«لا للدستور» رأى مش جريمة، ادوا فرصة لمصر لا الميدان هيضيع ولا صوتنا حد هيقدر يكتمه ولن يضيع حق وراءه مطالب ومثابر. ادوا فرصة لمصر وأوقفوا أى نوع من أنواع التعذيب داخل السجون مهما كانت التهم. ادوا فرصة لمصر وتحققوا قبل المعلومة قبل نشرها وابحثوا عن الضمير بداخلكم ولا تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، ادوا فرصة لمصر ولا تصنعوا فرعونا جديدا فمصر ليست شخصا، مصر شعب ووطن وجيش ولا يستطع شخص واحد أن يبنى ويحافظ على البلد فلا تكونوا كالدبة التى تقتل صاحبها. ادوا فرصة لمصر وأنقذوها من إعلام أغلبيته فاسد أو جاهل. ادوا فرصة لمصر ومتضحكوش على الشعب ووجهوه بالحقيقة وساعدوه يصبر لما يحس إنك معاه وإن فى أمل أن المسؤولين يحسوا بيه وميظلمهوش. ادوا فرصة لمصر واسمعوا من الكل وما تخونوش حد ومتتهموش حد ومتصنفوش حد محتاجين نبقى أيد واحدة علشان مصر تقف على رجلها قدام مجتمع غربى بيحاول ينهش فيها وباتحادنا هنضيع عليه الفرصة. ادوا فرصة لمصر علشان يمكن نموت ومصر متديناش اللى احنا عايزينه لكن أكيد أحنا مش هنبطل نديها اللى هى عايزه لآخر نفس فينا.