سعيد الشحات

السعودية تتبرأ من الإخوان.. حاضراً وتاريخ

الأحد، 09 مارس 2014 06:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت المملكة العربية السعودية قبلة جماعة الإخوان منذ سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.

العلاقة موجودة قبل الخمسينيات والستينيات، والشاهد عليها أفعال كثيرة من أبرزها صورة حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول وهو يقبل يد عاهل السعودية الملك عبدالعزيز.
الصورة نشرتها صحف سعودية قبل ساعات من زيارة «المعزول» محمد مرسى إلى السعودية بعد شغله منصب رئيس الجمهورية

بفترة قليلة، كانت هناك حيرة فى استدعاء الصورة من الأرشيف ونشرها فى هذا التوقيت، لكن وعملا بمقولة: «إنما اللبيب بالإشارة يفهم»، كان المدلول واضحا وقاطعا: «نحن أصحاب فضل» هكذا أرادت السعودية أن تقول، وهكذا كان يجب على جماعة الإخوان أن تفهم.

فضل «السعودية» على الإخوان كبير، هى استضافت الكثير من رموز الجماعة مع احتدام صراعها مع جمال عبدالناصر فى الخمسينيات والستينيات، فى هذه المرحلة لم تكن العلاقة بين السعودية ومصر عبدالناصر على ما يرام

كانت هناك أطراف دولية تؤجج نار الخلاف، وكان التوجه المصرى لا يروق لقلب حكام السعودية، بالرغم من الحكايات الكثيرة على الاحترام المتبادل بين الطرفين.

مرت الأيام والسنون، حتى جاءت اللحظة التى صعدت فيها الجماعة إلى حكم مصر، فتولد اعتقاد لدى عامة المصريين بأن هذا هو نوع الحكم لمصر التى ترغب فيه السعودية، وأن التحالف بين الطرفين هو الأكثر احتمالا، وساهمت الصورة الذهنية الدينية المسبقة عن «الجماعة» والسعودية

فى هذا الاعتقاد، غير أن تطور الأحداث بعد حكم مرسى جاء على العكس من ذلك تماما حتى بلغ ذروته بقرار «المملكة» أن «الجماعة» إرهابية، فما الذى جرى؟ وماذا تغير فى الطرفين؟،

الطبيعى أن عوامل داخلية لـ«السعودية» وعوامل إقليمية ودولية أدت إلى صدور القرار «السعودى»، وفى الصورة الإقليمية تقف قطر كعامل أساسى فيما جرى ليس منذ صعود الإخوان إلى كرسى رئاسة مصر، وإنما منذ ثورة 25 يناير.

طمحت قطر لأن تكون هى المحور النافذ فى المنطقة، وأنفقت على ذلك بسخاء كبير، وبحثت عن القوى السياسية فى مصر وغيرها كى تنفذ مخططاتها، فوجدت ضالتها فى جماعة الإخوان وكان إغداق المال على الجماعة سبيلا.

كان مال قطر سبيلا، وكانت حسبة الجماعة أن «قطر» هى الوسيلة لاختصار مسافات طويلة نحو دوائر دولية مؤثرة، فارتمت فى أحضانها كاملا بجهل كبير عن حقيقة مهمة ودامغة تتمثل فى أن «الباب السعودى» لا يمكن إغفاله، لا يمكن عدم الطرق عليه من أى حكومة فى المنطقة، وبالرغم من أن «الباب القطرى» فيه إغراءات، إلا أنها تظل إغراءات وقتية، فإغراء المال يعطى بعض الوقت، لكنه لا يدوم أبدا.

الطموح القطرى اتبع وسائل شريرة لتخريب كل من اعتقد أنه يقف فى طريقه، وكل من يؤجل تحقيق غاياته، أعطى لنفسه دور «الكبير» دون سند، وكانت جماعة الإخوان أداته فى ذلك، فجاء القرار «السعودى» ليؤكد على أن الطرفين لم يكونا فى تحالفهما كما تصور عامة المصريين، والأهم أن ولاءات الجماعة تتغير ليس على قاعدة المبادئ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة