فضيلة شيخ الأزهر رجل متحضر وانحاز إلى الحرية، وكان له دور عظيم فى الإطاحة بأعدائها، وكنت أعتقد أنه حريص على عدم توريط الأزهر الشريف فى معاداة الإبداع، لأن وظيفة رجل الدين هى الدعوة لا المحاكمة، وتحريم عرض فيلم سينمائى لأنه يتناول حياة نبى لا يتسق مع أداء الطيب، وخصوصا أنه لا يوجد نص قرآنى أو حديث شريف يحرم تجسيد الأنبياء والصحابة، وأن سبب التحريم اجتهاد شخصى، قرار الشيخ وكبار العلماء ومجمع البحوث بمنع عرض فيلم نوح، هو استهانة بالناس واستخفاف بهم، ويسىء إلى صورة مصر المحاصرة، ويصدر إحساسا عاما بأن المتشددين نجحوا فى فرض إيقاعهم على المجتمع، وأنه لا يوجد احترام للمسيحيين واليهود الذين يخصهم سيدنا نوح أيضا ولم يعترضوا ولم يحرموا الفيلم، لن ينجح المشايخ فى منع الناس من مشاهدة الفيلم حتى لو خضعت الدولة للابتزاز، ووافقت على المنع، لأن الدنيا تغيرت، ورسب رجال دين النظام السابق فى الوصاية على الناس، اعتبروا عرض الفيلم دون موافقتهم- إلى جانب «حرام شرعا»- مخالفة صريحة للدستور الجديد، وكأن الدستور أقر لمحاصرة حرية أى شخص فى مشاهدة الفيلم الذى يريده، هل قصد صناع الفيلم الإساءة للإسلام والمسلمين، فهب المشايخ هبتهم هذه، لكى يؤكدوا للناس أنهم أكثر تدينا من المتطرفين؟، خيبة ثقيلة تنتظرنا لو «فت» هؤلاء فى كل صغيرة وكبيرة، عبد الفتاح عسكر تفضل وقال لا بأس من عرض الفيلم بشرط عدم ظهور الممثل الذى جسد شخصية نوح «راسل كرو» فى أعمال أخرى، «إيه الجبروت ده؟».