لا بأس من التكرار الذى قد ينفع «الثوار» الذين لم نكن نعرف طوال تاريخهم أنهم «ثوار» أو حتى استخدموا كلمة «الثورة» فى أدبياتهم مرة واحدة قبل أن يسرقوا ثورة 25 يناير، وفيما عرف بعد ذلك بعصر «عصر الليمون» وبعد عصر «كوميونة رابعة المسلحة»، فالمسألة إذن ليست «إسقاط النظام» ولكن «إسقاط الدولة»، وهناك فرق شاسع بين «النظام» و«الدولة»: فمصطلح «نظام الحكم» يعنى جملة القوانين والقواعد التى يخضع لها المجتمع، وهناك مثلا نظام حكم اشتراكى، ونظام حكم رأسمالى، وهناك النظام «الجمهورى» والنظام «الملكى»، ومصطلح «الدولة» يعنى تجمع سياسى يؤسس كيانا ذا اختصاص سيادى فى نطاق إقليمى محدد ويمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة، وبالتالى فإن العناصر الأساسية لأى دولة هى «الحكومة» و«الشعب» و«الإقليم»، بالإضافة إلى السيادة والاعتراف بهذه الدولة، بما يكسبها الشخصية القانونية الدولية، ويمكنها من ممارسة اختصاصات السيادة لاسيما الخارجية منها، وتتسم «الدولة» بخصائص أساسية تميزها عن المؤسسات الأخرى أهمها: ممارسة السيادة: فهى بهذا تعلو فوق أية تنظيمات أو جماعات أخرى داخل الدولة، والطابع العام لمؤسسات الدولة: وذلك على خلاف المؤسسات الخاصة للمجتمع المدنى، فأجهزة الدولة مسؤولة عن صياغة القرارات العامة الجمعية وتنفيذها فى المجتمع، والتعبير عن الشرعية فقرارات الدولة بوصفها ملزمة للمواطنين حيث يفترض أن تعبر هذه القرارات عن المصالح الأكثر أهمية للمجتمع، والدولة أداة للهيمنة، حيث تملك الدولة قوة الإرغام لضمان الالتزام بقوانينها، ومعاقبة المخالفين، وكذلك الطابع «الإقليمى» للدولة: فالدولة تجمع إقليمى مرتبط بإقليم جغرافى ذى حدود معينة تمارس عليه الدولة اختصاصاتها، كما أن هذا التجمع الإقليمى يعامل كوحدة مستقلة فى السياسة الدولية، و«نظام الحكم» بالنسبة لـ«الدولة» مثل «نظام التشغيل» بالنسبة للكمبيوتر، فنظام التشغيل «ويندوز» هو الذى يربط جميع الأجهزة داخل الكمبيوتر «الهاردوير»، فنظام التَّشغيل فى الحاسبات والمعلومات هو مجموعة البرامج التى تتحكّم بعمليَّات الحاسوب والمعدَّات داخل الحاسب الآلى، فهكذا «نظام الحكم» بالنسبة لـ«الدولة»، وكما يمكن تغيير «نظام التشغيل ويندوز» فى الحاسب الآلى بنظام التشغيل «لينوكس» بدون أن تتدمر الأجهزة داخل الحاسب الآلى، وكذلك يمكن تغيير «نظام الحكم» من «رأسمالى» إلى «اشتراكى» أو من «ملكى» إلى «جمهورى» أو العكس دون هدم «الدولة»، لكن بكل الفجر والوقاحة يعلنون شعارهم الأساسى «إسقاط الدولة» بدعم غير مسبوق من قوى إقليمية ودولية تعمل على تفتيت الدولة المصرية وليس إسقاطها فحسب، قوى إقليمية ودولية تخفى رؤوس حرابها على هيئة مكتب تجارى تفتتحه إسرائيل فى قطر مدعوما بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة هى قاعدة العديد الجوية، «إياتا: IUD، إيكاو: OTBH» هى قاعدة جوية عسكرية تقع فى غرب «الدوحة» فى «قطر»، والمعروف أيضًا باسم مطار «أبونخلة»، توجد بها العديد من متعلقات قوات التحالف وموجودات عسكرية أخرى، وهى تستضيف مقر «القيادة المركزية الأمريكية».
وتشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات فى العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها «أكبر مخزن استراتيجى للأسلحة الأمريكية» فى المنطقة، تحت حماية هذه القاعدة الجبارة تنطلق قاعدة القاذفات الإعلامية «قناة الجزيرة مباشر مصر» التى خصصتها هذه القوى كذراع إعلامية لدك كل الحصون الإعلامية المصرية مستأجرة كل الأبواق من «مطاريد الإخوانجية/القدوسى، الجوادى، الشرقاوى، الزمر، حشمت.. إلخ» من المصريين و«مطاريد القومجية/الزيات وبشارة والزعاترة» وبعض المحللين «الاستراتيجيين» الذين «يحللون» الخيانة لكل من يدفع، وللحديث بقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة