ليس من المقبول أن تكون مناظرة موسى وأبوالفتوح هى أول وآخر مبادرة فى تاريخ الانتخابات المصرية، فلابد أن نتعلم من أخطاء تلك المناظرة الغريبة، ونضع قواعد واضحة للمناظرات أثناء الانتخابات، وكتبت هنا عن هذه المناظرة وكيف أن الإعلانات حولتها إلى ماراثون طويل من الإعلانات الساذجة والأسئلة السطحية التى استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، أيضا كان الاكتفاء باختيار مرشحين اثنين فقط للمناظرة وعدم إجراء مناظرات مماثلة مع بقية المرشحين من أهم أسباب فشل المناظرة وتحولها إلى مهزلة غير مسبوقة عالميا، والمشكلة الآن أن فشل تلك المناظرة يسبب خوفا غير مبرر فى حملتى السيسى وحمدين، فكل منهما يخشى من تكرار الفشل والتأثير بالسلب على شعبيتهما، وهو خوف غير مبرر لأنه لا يوجد عمليا سوى السيسى وحمدين، وبالتالى لا توجد شبهة أو رغبة لاستبعاد مرشح ثالث أو رابع جاد ولديه فرصة حقيقية للمنافسة. إذن الخوف أن يخسر واحد منهما قدرا من شعبيته، وهو احتمال وارد، لكنه لا يعنى رفض المناظرة، ومن حق الناخبين معرفة البرامج الانتخابية والأهم مناقشتها مباشرة وعلى الهواء لكى نعرف نقاط القوة والضعف فى برنامج كل مرشح وكذلك قدرته على المناقشة والدفاع عن أفكاره وإقناع الناس بها.
باختصار لكى تنجح المناظرة وتصبح أداة ديمقراطية فعالة فإن هناك أهمية لوضع الضوابط والقواعد التالية، أولا: تبادر حملتا السيسى وحمدين بتشكيل لجنة على غرار لجنة الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى أمريكا لتنظيم المناظرات CDA، وتتكون اللجنة المصرية من اثنين عن كل حملة إضافة إلى نقيب الصحفيين، وممثل عن لجنة الانتخابات ورئيس، ورئيس القناة الأولى التى ستنقل المناظرة على الهواء مباشرة، لأنها مملوكة للشعب. ثانيا: أن تعمل اللجنة المقترحة على أسس غير ربحية فلا تلجأ لبيع حقوق بث المناظرات للقنوات التليفزيونية العامة والخاصة أو بيع الوقت أثناء المناظرات لوكالات الدعاية والإعلان، أى أن المناظرة تكون بدون إعلانات من أى نوع ولا تزيد عن 60 دقيقة، وتمنح اللجنة الحق لكل القنوات المصرية العامة والخاصة بتغطية وبث المناظرات بالمجان بالتنسيق مع القناة الأولى. ثالثا: يقتصر دور اللجنة على تلقى وتنظيم الأسئلة من المواطنين والإعلاميين، ويكون من حق اللجنة أو أغلبيتها الاعتراض على بعض الأسئلة ومنعها شرط إعلام الرأى العام عن نوعية تلك الأسئلة وأسباب رفض اللجنة لها. رابعا: إجراء مناظرتين على الأقل بين المرشحين للرئاسة، وعدم الاكتفاء بمناظرة واحدة قد تسىء لأحد المرشحين، أو تضرهما معا، وعلى المرشحين فى جولة الحسم إبداء قدر أكبر من احترام عقل ووقت الناخبين، والابتعاد عن التجريح والهجوم الشخصى. خامسا: يقتصر دور مدير المناظرة على طرح الأسئلة ومنح الوقت والتدخل لمراعاة احترام المرشحين للوقت المخصص لكل منهما.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
star
المناظره تكون بين أنداد !
عدد الردود 0
بواسطة:
star
المناظره تكون بين أنداد !
عدد الردود 0
بواسطة:
star
المناظره تكون بين أنداد !