أثناء تشخيص داء التوحد يقرر الباحثون فى هذا المجال أن هناك تداخلا بين إعاقة التوحد وغيرها من الإعاقات مثل التخلف العقلى وفصام الطفولة وغيرها، وذلك فى أعراض كل منهم، تقول الدكتورة ولاء كرم استاذ برامج التربية الخاصة، إنه يجب علينا أن نقوم بإجراء التشخيص الفارق لتمييز هذه الإعاقة عن غيرها من الإعاقات من خلال عرض أبرز الخصائص التى تميز كل إعاقة من هذه الإعاقات مقارنة باضطراب التوحد على النحو التالى:
أولا: التوحد والتخلف العقلى:
يتأخر المتخلفون عقليا فى جميع جوانب النمو الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية بصورة متساوية، على عكس الذاتويين فإنه يلاحظ عليهم نمو بعض الجوانب سالفة الذكر مع وجود تأخر فى غيرها من الجوانب.
والذاتويون لديهم قوى عقلية وذكاء مرتفع أحيانا فوق المعتاد وفى بعض مناطق القياس عن المتخلفين عقليا.
وهناك فروق واضحة بين التوحديين والمعاقين عقلياً كما يلى:
- يتفوق المعاقون عقليا على الذاتويين فى الدرجة الكلية للسلوك التكيفى وذلك فى مستوى نمو اللغة والمهارات الأدائية.
- لا تختلف الفئتان فى الجوانب الأخرى للسلوك التكيفى مثل الأداء الوظيفى المستقل والأعمال الأسرية والمنزلية والنشاط المهنى والاقتصادى.
- يتسمون بـأنهم أقل تفاعلا مع الآخرين وأكثر انسحابية من المواقف الاجتماعية مقارنة بأقرانهم من ذوى التخلف العقلى.
- الذاتويون أقل عدوانية من أقرانهم المعاقين عقليا.
- يتسم الذاتويون بفرط النشاط الحركى عن أقرانهم المعاقين عقليا.
ثانيا: التوحد والإعاقة السمعية:
يعانى الأطفال الذاتويون من قصور فى الأداء اللغوى وكذلك بعض السلوكيات التى قد يظهرها المعاقون سمعيا مثل السلوك الانسحابى أو بعض السلوكيات الأخرى المشابهة، والأطفال الذاتويون لا يعانون من الصمم فى الأغلب الأعم، كما أن الطفل التوحدى قد يتواصل لفظيا بينما الأصم لا يمكنه ذلك، على عكس الأطفال الصم الذين يحققون تواصلا غير لفظى أفضل من الأطفال الذاتويين.
ثالثا: التوحد واضطراب الريت Rett’s disorder:
إن هذا الاضطراب يصيب عادة الإناث على عكس التوحد التى تصيب الذكور بدرجة أكبر ويظهر اضطراب الريت بعد 5 أشهر من النمو الطبيعى للطفل حيث يحدث تدهور وانتكاسة فى النمو.
ويمكن تمييز اضطراب الريت عن اضطراب التوحد من الجوانب التالية:
- يظهر الطفل الذاتوى قصورا فى النمو فى وقت مبكر، أى منذ الميلاد، بخلاف اضطراب الريت الذى يظهر بعد 5 أشهر ويستمر مع تقدم العمر.
- يعانى الطفل المصاب بالريت من عدم التوازن وغياب التناسق الحركى بينما الطفل الذاتوى يؤدى ذلك بشكل جيد.
- يعانى الطفل المصاب بالريت من اضطراب التنفس ونادرا ما يوجد ذلك لدى الطفل الذاتوى.
- يعانى الطفل المصاب بالريت من فقدان الوظائف اللغوية على عكس الذاتوى الذى يستخدم اللغة مع وجود قصور فيها.
- يعانى الطفل المصاب بالريت من وجود نوبات صرع والتى تظهر فى وقت مبكر وتتصف بالعنف على عكس الطفل الذاتوى فتكون نادرة وإذا ظهرت فإنها تكون فى مراحل متقدمة من العمر.
رابعا: التوحد واضطرابات التواصل:
هناك بعض الفروق بين التوحد واضطرابات التواصل على النحو التالى:
- الأطفال ذوو الاضطرابات اللغوية الاستقبالية يحاولون التواصل مع الآخرين بالإيماءات وتعبيرات الوجه بدلا عن الكلام، بينما لا يظهر الذاتويون أى تعبيرات انفعالية مناسبة.
يخفق الذاتويون فى استخدام اللغة كوسيلة اتصال بخلاف المضطربين لغويا يمكن أن يكتسبوا مفاهيم اللغة الأساسية ويتواصلوا بها.
يعانى الذاتويون من ترديد الكلام والذى يكون أكثر فى أواخر الكلمات وكذلك المضطربين لغويا لكنه يكون متميزا لدى الذاتويين.
خامسا: التوحد وفصام الطفولة:
بداية كان يشخص اضطراب التوحد على أنه فصام الطفولة كما أسماه ليو كانر ولكن أمكن للباحثين الوقوف على فروق بين النوعين؛ ويمكن توضيح هذه الفروق كما يلى:
الإصابة بالفصام نادرا ما تحدث فى الطفولة غير أن العديد من المصابين بالتوحد قد يكون لديهم العديد من الأعراض السالبة للمرحلة المتبقية من الفصام مثل، العزلة الاجتماعية، والانسحاب، والسلوك المفرط الغرابة، والوجدان المتبلد، وغرابة اللغة، والآلية المتكررة للأفعال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة