لم تعد قضية انقطاع الكهرباء المتواصل فى مصر مجرد أزمة من الأزمات اليومية الحياتية، بل أرى أنها كارثة بل قضية أمن قومى.. الأزمة تهدد بمزيد من التوابع التى تتصل بأعمال المصريين وتهدد أعمالهم أيضا خاصة الهيئات الحساسة التى تتصل بصحة المصريين مثل المستشفيات ومراكز الكلى الصناعية وما إلى ذلك.. القضية لم تعد رفاهية الاستمتاع بالإضاءة والتكييف. كما يتخيل البعض بل هى أبعد من ذلك كثيرا.. والذى يزيد المشكلة تصريحات وزير الكهرباء المستفزة التى تبشرنا بأن هذه الظاهرة سوف تنتهى عام 2018.. وهو دليل عجز ولا يصح أن نتعامل مع مثل هذه التصريحات فى وزارة يرأسها المهندس إبراهيم محلب الرجل الذى لا يعرف الراحة ولا يعترف بالمكاتب المكيفة فهو دائما تراه بين المواطنين يتابع مشاكلهم ويقول عن وزارته وزارة فواعلية.. فهى ليست مجرد وزارة إنقاذ.. ومن هذا المنطلق فإن وجود وزير الكهرباء محمد شاكر بهذه العقلية وهذا الأسلوب فى العمل غير مرغوب فيه.. وطالما عجز عن تحقيق حلول سريعة فإن الاستقالة ستنقذ الرجل من عواقب هو لن يستطيع أن يتحملها.. إننى أكتب هذه السطور وفى مخيلتى المهندس ماهر أباظة ــ رحمه الله ــ أعظم وأهم وزير كهرباء عرفته مصر.. كان الرجل دينامو الوزارة، لديه خبرة وخريطة عمل، يعمل من خلالها ولم يكن يكتفى بما تطلبه مصر من كهرباء، بل وصل أنه تمكن من تصدير الكهرباء. بل حقق 20% فائض إنتاج نتيجة تشغيل جميع محطات الكهرباء بالمازوت والغاز على مستوى مصر.. ولم تتوقف فى عهده أى محطة تحت أى ظروف. كان ماهر أباظة عالما فى مجاله. وقضى على العجز المتواجد وحقق طفرة وصلت إلى أقصى حد من الإنجازات. أما اليوم فنجد التراجع فى الأداء نتيجة عدم التخطيط السليم، والمؤسف أن الوزير محمد شاكر الذى كان مرشحا للوزارة على مدى خمسة عشر عاما. كانت أجهزة قياس الرأى العام ترفض ترشحه.. حتى قفز فجأة إلى الوزارة ولم نجد لديه خطة أو خريطة توحى بانتهاء الكارثة.. فى الوقت الذى تضخ وزارة الكهرباء بكميات من الغاز والمازوت تكفى لتشغيل محطة الكهرباء.. ولكننا نجد أن المحطات تستعمل الغاز فقط، فلماذا لا يستعمل المازوت طالما يوفر الطاقة البديلة عن الغاز.. مهما كانت عواقب ذلك.. ومهما كانت هناك سلبيات للمازوت..؟! الأزمة وصلت إلى مرحلة حرجة لابد معها من استعمال بدائل سريعة فالشعب لم يصبر ولن يصبر على هذا العجز الذى وصل إلى مرحلة الخواء.. الأمر يدين وزارة كبيرة تحملت من قبل على مدى سنوات أهوالا، خاصة فى سنوات الحروب المقدسة التى خاضتها مصر ضد العدو الصهيونى.. واليوم كيف وصل بنا إلى هذا الحد المتدنى.. نحن نتعامل بالسلبية وليس لدينا أية مقومات لعلاج مثل هذه العواقب.. نحن متفائلون بحكومة إبراهيم محلب.. الوزارة المتحركة فكيف يستقيم معها هذا الأسلوب المعوج الذى يتبعه وزير ليست لديه الخطة لمعالجة انقطاع الكهرباء ويتخوف الناس من المزيد من ساعات الانقطاع فى فصل الصيف والذى أصبح يشكل فى مصر أغلب أيام السنة، نقول للوزير لابد من توفير بديل سواء المازوت أو غيره خاصة أن وزارة البترول وفرت الغاز والمازوت. لابد من تشغيل كل محطات الكهرباء.. المدن والمراكز، القرى فى مصر تئن من الشكاوى اليومية المتكررة والذى يؤدى انقطاع الكهرباء لأكثر من ثلاث وأربع مرات يوميا إلى قطع أرزاق الناس خاصة فى المدن الصغيرة والأرياف التى تكثر فيها مشاريع الصناعات الصغير التى تشجعها وتشجعها الحكومة المستنيرة، الكارثة كبيرة، فإما الحل الفورى وإما استقالة الوزير لأنها كارثة تهدد أمن مصر.