أكد دكتور محمد فتحى عمر، استشارى أمراض الباطنة والغدد الصماء، أن "النكاف" هو أحد الأمراض المُعدية, ويظهر بطريقة حادة، ويتسبب بانتفاخ مؤلم فى الغدد اللعابية, موضحاً أن الغدة النكفية هى أكبر الغدد اللعابية، وتقع فيما بين الأذن والفك, وغالباً ما تنتفخ خلال الإصابة بالنكاف, وتسببه فيروسات النكاف التى تنتقل من شخص لآخر عبر الرذاذ الصادر عن الجهاز التنفسى، مثل العطس أو السعال، أو من خلال اللمس المباشر لأشياء ملوثة بتلك الفيروسات، مثل سماعة الهاتف أو مقابض الأبواب وغيرها.
وأضاف "عمر" أنه يُصاب بالمرض غالباً الأطفال فى سن ما بين 2 إلى 12 سنة، ويعتبر أحد الأمراض التى لا يمكن تجنبها فى فترة الطفولة، إلا عن طريق التطعيم الوقائى, ومع هذا فقد يُصاب أى إنسان، وفى أى عمر، طالما لم تكن لديه مناعة ضد المرض, والفترة ما بين دخول الفيروس الجسم وبين ظهور أعراض الإصابة، أى فترة الحضانة، تتراوح ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع, وتسبب الغدة النكفية التهاب فى الأنسجة وليس فقط فى الغدد اللعابية، وفى صورتها الخطيرة تساعد على التهاب الأغشية الدماغية والعصبية.
وأشار "عمر" إلى أن أهم أعراض "النكاف" شيوعا هى ارتفاع درجة الحرارة, والصداع, ووجود ألم بالعضلات, وفقدان الشهية, وتورم وألم بالغدد اللعابية تحت الأذن فى أحد الجانبين أو الجانبين معا، وبعض الحالات تحدث لها مضاعفات، مثل فقدان السمع أو الإصابة بالحمى الشوكية, ويصاب بعض الذكور بتورم وألم بالخصيتين، خاصة الذكور الذين وصلوا إلى مرحلة البلوغ، لكن نادراً ما تسبب مشاكل فى الخصوبة, ويصاب بعض الإناث اللاتى وصلن إلى سن البلوغ بتورم وآلام فى الثدى, وفى حالات قليلة جداً تسبب التهابا فى المبايض، وقد يسبب العمى، وعادة ما يكون دائما، أو التهاب فى البنكرياس، ومن مضاعفاته أيضا التهاب الأغشية السحائية والتهاب المخ، موضحاً أن العدوى تنتقل بفيروس الغدة الموجود فى إفرازات الجهاز التنفسى بحوالى 3 أيام قبل ظهور الأعراض، وتستمر حتى 9 أيام من بداية ظهور الأعراض.
وأكد "عمر" أنه لا يوجد علاج محدد للغدة النكافية، ولكن لابد من العناية الجيدة بالمصاب، وفصله عن الأشخاص الأصحاء حتى لا تنتقل العدوى إلى من يختلطون به، ويجب حماية أفراد العائلة والأطفال من خلال التطعيم الوقائى ضد المرض، وهناك عدة نصائح للوقاية من الإصابة بالمرض، حيث يجب غسل الأيدى جيداً بالماء والصابون، مع استخدام خافض للحرارة، وكثرة تناول السوائل وفيتامين "c" والراحة، وعدم مشاركة الغير فى الأدوات الشخصية، وتطهير الأماكن التى يلامسها المصاب، مع العلم أن التطعيم ضد العدوى مهم جدا، خاصة لأسر المصابين، حيث ثبت علميا وعمليا أن التطعيم يحقق مناعة ضد المرض بنسبة 80% فى الجرعة الأولى، لتصل إلى ما يقرب من 90% بالجرعة الثانية، وبالرغم من أن غالبية الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بفيروس الغدة النكافية تتكون لديهم مناعة قد تقيهم من الإصابة به مرة أخرى، لكن مازالت هناك نسبة منهم قد يصابون بالمرض بدرجة غير حادة إذا لم يتم تشخيصها من قبل الطبيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة