انطلقت ثورة عارمة فى 30 يونيو، فاقت فى قوتها ثورة 25 يناير، من حيث عدد المتظاهرين والتوزيع الجغرافى، كانت صيحة قوية ضد الإخوان والإسلام السياسى برمته.
كان الشعب هو القائد وليس النخبة السياسية ولا الأحزاب ولا الحركات الثورية، وانما كسبت تمرد كحركة شبابية ثقة الشعب باستمارات تمرد التى هزت العالم كله كوسيلة تنظيمية لتوثيق الغضب الشعبى الجارف. ومنذ ذلك التاريخ توقعنا أن تكون الحكومة المشكلة نابعة من هذا الشعب وهذه الثورة وأن تتحلى بالشجاعة والحسم وسرعة اتخاذ القرار. ولكن ما حدث كان محبطًا فمن كان على قدر المسئولية حقيقة وتماشى مع الثورة هم المؤسسة العسكرية والشرطة وأجهزة المعلومات المخابراتية والامن الوطني. هم من دفعوا الثمن من دمائهم نيابة عن أفراد الشعب لإنفاذ قراره وإرادته.
بؤرة رابعة والنهضة الإرهابية، بدأت من قبل 30 يونيو تحشد وتتوعد الشعب كله. فى تصريحات علنية من نوعية "يا نحكمكم يا نقتلكم" وكنا نتوقع أن تقوم الحكومة منذ اليوم الأول لتوليها الحكم فى 9 يوليو أن تكون حاسمة وتقضى على هذه البؤر الإرهابية بقوة القانون مسنودة بشرعية ثورية والأغلبية الكاسحة من ملايين المصريين، ولكن يبدو أن طبيعة التشكيل الحكومى كانت توافقية تصالحية. بطء مريب وغريب. ثم السماح لآشتون وآخرين بزيارة مرسى فى نموذج صارخ لضعف الدولة المصرية.
هذا الضعف شجع ما يطلق عليهم المعتصمون بإدخال أسلحة إلى رابعة والنهضة ثم بدأت شهادات موثقة عن التعذيب داخل رابعة والنهضة أثبتها تقرير القومى لحقوق الإنسان عن وفاة 11 شخصًا بالتعذيب قبل فض الاعتصامين. كانت الدولة فى غيبوبة كاملة أصاب الشعب بغضب شديد، وانتقل الحديث من ضعف الحكومة الى تواطوء متعمد. ومن الواضح أن الدكتور البرادعى هو وشلة داخل الرئاسة والحكومة ضد فض الاعتصام والمفروض أنه رجل قانون ويعلم جيدًا أنه لا توجد دولة فى العالم تسمح قانونًا بالتجمع المسلح تحت أى ظرف فما بالك أيضًا بشهادات تعذيب موثقة تغاضى عنها البرادعى تمامًا وضرب بها عرض الحائط!
ثم كان الفض بعد ضغط شعبى عارم بعد شهر ونصف من قيام الثورة. شهر ونصف قويت شوكة البؤرة الارهابية ودخلت الأسلحة وسمحت الدولة لوفود أجنبية بزيارة هذه البؤر ولتعلن وقوقها ضد ما أسموه بالانقلاب. اهتراء وترهل شديد من الدولة والحكومة غائبة ومغيبة.
ثم كان الفض والذى تحول إلى معركة مسلحة وانطلقوا كالكلاب المسعورة فى كل أنحاء مصر وحرقوا الكنائس والاقسام. حكومة المرعوش لم تذكر كلمة إرهاب فى توصيفها لما يحدث وظلت المؤسسات الرسمية تتحدث عن عنف وإدانة وشجب. ثم للمرة المليون الشعب هو الذى يقود وبضغط شديد أعلنت حكومة الببلاوى إدراج الإخوان كتنظيم إرهابى، رغم رفضه ذلك سابقًا! والذى أعلن البيان هو وزير التعليم العالى ونائب رئيس الوزراء وقتها وتوارى رئيس الحكومة لا أدرى خجلا أم رفضا!
وضحكت الحكومة على الشعب كله واتضح أن هذا البيان هو الفنكوش بعينه وما هو إلا بيان إعلامى لم يصاحبه تصديق رسمى ولا آلية قانونية! السؤال هو: "هل كانت الحكومة تعلم أنه فنكوش والهدف الضحك على الشعب وتخديره وامتصاص غضبه؟" وإذا كانت لا تعلم فهى مصيبة أكبر فبعد قرار الحكومة الجديدة بإدراج الإخوان كجماعة إرهابية رسميًا.. يعنى تم نشره فى الجريدة الرسمية وهناك تعديل فى قانون العقوبات (يعنى آلية قانونية مصاحبة) السؤال الثانى: "هل لم يكن بمقدور حكومة المرعوش أن تفعل نفس الشىء؟ وما الذى منعها؟ ومن الذى يحاسب هذه الحكومة على هذا الاستغفال للشعب؟ هل كان عدم كفاءة أم ضعف أم تواطؤ؟ وإلى متى مصر ستسير بنظرية عفا الله عما سلف؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmedelsenosy
عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور سيتى شنوده
مقال رائع ..