هذا الرجل يستحق الدعم والمساندة، لأنه يسير على الطريق الصحيح والصعب لنهضة هذا البلد، رئيس حكومة يدرك مسؤولياته جيدا، ويعلم تعقيدات المرحلة التى تولى فيها منصبه التنفيذى، وبحكم كونه قياديا تنفيذيا، قضى معظم سنوات عمله فى البناء والتشييد، يعلم أن الإعمار يستلزم مراحل عديدة من ترويض المكان وإزالة العوائق والتغلب على التحديات الطارئة وصولا إلى إنجاز المشروع وفق الرسوم الهندسية والتوقيتات الزمنية.
من هنا تجد الرجل ينتقل من موقع إلى آخر كل يوم، من مستشفى إلى تفقد منطقة الأهرام، من مصنع الكوك إلى مصنع الحديد والصلب بحلوان، من عشوائيات القاهرة إلى الوادى الجديد وأسوان.. كعب داير يتابع ويخصص الميزانيات لتنفيذ المشروعات وإحياء قطاعات الإنتاج المهملة منذ عقود، وفى كل موقع يزوره يغربل القيادات، ويعيد تنظيم المكان من جديد، يزيل تراب الإهمال ويرتب رجاله من جديد ويمنحهم روحه الوثابة التى تؤمن بأن الغد أفضل بالعمل الجاد والجد فى الإنتاج وتعظيم الابتكار.
يفرح محلب بخط إنتاج جديد، بتدشين مصنع، بإعادة الأمل لعمال غزل المحلة وكفر الدوار، بالتأكيد على أن عصر الفساد وبيع الأساس الصناعى للبلد فى القطاع العام انتهى إلى غير رجعة، وأن هناك توجها جديدا يقوم على دعم الإنتاج المحلى وحماية العامل الوطنى وتوفير الدعم للفقراء ومحدودى الدخل، وهذه الروح هى التى حققت طفرة التنمية فى سنوات الستينيات الأولى، عندما تجاوز المعدل السنوى %9، وفى الوقت نفسه تحقق أعلى معدل أمان واستقرار لمحدودى الدخل، الأمر الذى أسهم فى نمو الطبقة الوسطى لتكون الطبقة المهيمنة والحاملة لمجموعة القيم الأساسية فى المجتمع، ومن ثم ازدهار القوى الناعمة للبلد من فن وثقافة وإنتاج فكرى.
إبراهيم محلب يقود البلاد فى هذا الطريق من جديد، برؤية واقعية توظف الإمكانات المتاحة وتجعل من العوائق دافعا للإنجاز بدلا من الشكوى واختراع التبريرات.. وهذه الروح فضلا عن كونها تستحق التحية والاحترام، هى الكفيلة بانتشال البلد من عثرته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة