مساء أمس انطلق القمر الصناعى المصرى – إيجيبت سات - بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية من قاعدة ايكونور بكازاخستان، فى أول تعاون حقيقى بين مصر وروسيا بعد 30 يونيو، حيث حمل الصاروخ الروسى سايوز واى القمر المصرى إلى الفضاء، فى إنجاز علمى نوعى لم يلق -للأسف - الاهتمام الكافى من الحكومة المصرية والرأى العام فى مصر المنشغل بالإخوان وإرهابهم فى الجامعات والشارع المصرى.
فى ظروف سياسية أخرى كان حدث إطلاق القمر الصناعى هو الحدث الأهم والأكبر فى مصر منذ أكثر من أربعين عاما، بعد مشروع السد العالى والمشروع النووى وبرنامج الصواريخ المصرى فى الخمسينيات والستينيات، لأنه الأول من نوعه الذى تطلق فيه مصر قمرا صناعيا لأغراض المراقبة وتأمين الحدود، وليس للأغراض الإعلامية، فى خطوة تبشر بدخول مصر عصر أقمار المراقبة بعد أن تأخرت كثيرا وتركت فضاء المنطقة والتجسس على دوله لأقمار إسرائيل التى تتجسس على كل صغيرة وكبيرة على مصر وباقى الدول العربية، وأعلنت مؤخرا إطلاق 16 قمرا جديدا للتجسس باعتراف رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلى.
إطلاق القمر المصرى بداية مهمة لإحياء مشروع وكالة الفضاء المصرى والتى كانت بدايتها مع برنامج الصواريخ والذى كانت باكورته صواريخ «القاهر» والظافر» فى عام 57 والذى تسبب فى هياج إسرائيل، وسعى جهاز الموساد الإسرائيلى للتخلص من العلماء الألمان الذين ساهموا فى برنامج الصواريخ المصرى. كان برنامجا حقيقيا نستعيد تاريخه الآن ونحن نشاهد لحظات إطلاق القمر الصناعى إيجيبت سات وهو يشق طريقه بقوة إلى الفضاء لخدمة أغراض الأمن القومى المصرى وحمايته من كل المخاطر التى تهدده.
أهمية القمر الصناعى أنه إنجاز مصرى صميم بأيدى علماء مصر من الشباب، ومصر لا ينقصها الخبرات من العلماء والخبرات الفنية فى الداخل والخارج، فليس غريبا- مثلا- أن يشغل عالم مصرى مثل الدكتور حسين الشافعى منصب مستشارا لوكالة الفضاء الروسية، وهناك العشرات مثله من علماء مصر فى مناصب علمية متخصصة عليا فى الدول الصناعية المتقدمة، ولديهم الرغبة فى تقديم خبراتهم لوطنهم إذا توافرت الإرادة القوية والإدارة الصحيحة. كنت أتمنى أن يكون الرئيس عدلى منصور حاضرا إطلاق القمر الصناعى حتى يبعث برسالة واضحة للشعب المصرى وللشعوب العربية بأن مصر القوية والحديثة قادمة ولا ريب.