ناصر عراق

انتحار حلمى بكر!

الخميس، 17 أبريل 2014 08:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن المشير عبد الفتاح السيسى سيحزن إذا انتحر الملحن حلمى بكر، ولا أعتقد أن أحدًا من المصريين سيعتريه الغضب لو رأى رسالة مكتوبة من بكر يعلن فيها أن سبب انتحاره يعود إلى أن المشير لم يحقق الفوز فى الانتخابات ولم يتولَ منصب رئاسة مصر!
حكاية انتحار حلمى بكر – المفترضة – ليست من عندى، وإنما أعلنها الفنان الكبير نفسه فى وسائل الإعلام، مؤكدًا أن السيسى أنقذ البلاد فى 30 يونيو من جماعة الإخوان، وهو قول حق لا ريب، لكنه منقوصا، فالمشير ما كان له أن يفعل ما فعل لو أن الشعب بملايينه الهادرة لم يخرج فى 30 يونيو 2013، ويبقى للمشير موقفه الإيجابى للغاية المتمثل فى استجابته السريعة لرغبة المصريين فى إزاحة مرسى وإخوانه من السلطة.
لقد شاعت فى الآونة الأخيرة فكرة الانتحار بين المؤيدين والانتهازيين والمنافقين، وسمعنا نجومًا ومشاهير يعلنون – بفخر وخيبة – أنهم سينتحرون إذا لم يجلس فلان أو علان على عرش مصر؟ ترى.. ما الذى أدى بأولئك وهؤلاء إلى إطلاق تهديدات بهذه الخطورة؟
إن فكرة الانتحار لم تكن يومًا ما أصيلة فى ثقافة المصريين، فما الذى أوصلنا إليها، وكيف يمكن تفسيرها خاصة إذا هدد بها كتاب وفنانون وصحفيون من المفترض أن يكونوا قدوة للشباب؟ لم يسأل بكر نفسه – أو زملاءه فى قبيلة المنتحرين المفترضين – أنه بتهديداته هذه يرسخ لأسوأ الأفكار فى حياة الشعوب، فالانتحار يعنى أنك شخص فقير روحيًا.. متهالك نفسيًا.. مضطرب عقليًا.. غير قادر على مواجهة أزمتك، فهل يمكن لشخص مثل هذا أن تثق فى آرائه وأفكاره وكتاباته وألحانه بعد ذلك؟
لقد مات الرسول الكريم ولم ينتحر أحد، وصلب المسيح ورفع وصعد ولم ينتحر أحد، ومات لينين وديجول وعبد الناصر ولم ينتحر أحد، وعاشت الشعوب بعد الرسول وبعد المسيح تبنى وتعمر.. تخطئ وتصيب، فلا تسخروا منا ولا تهددونا، وارحموا المشير وخففوا من نبرة التزلف الفجة حتى لا ينفض الناس من حوله ويخسر الانتخابات، وأقسم أنكم آنذا لن تنتحروا ولا يحزنون!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة