سهير جودة

موعد مع الفشل

الخميس، 17 أبريل 2014 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق ووأد ثقافة اليوم بيوم، لابد أن يكون أولويات الدولة المصرية فى المرحلة القادمة. ففى ظل غياب التخطيط وضعف التنبؤ بالأزمة سنبقى فى دورة أزمات تصاعدية، سياسة رد الفعل نعتمدها كأفراد وحكومات وكأننا نعيش فى انتظار الكارثة وعندما تأتى «يحلها الحلال» وتأتى الكارثة تلو الأخرى ونعجز عن المواجهة والحلول، لأننا أدمنا العمل فى الوقت ما بعد الضائع. وإذا كان هناك تحليل يؤكد أن ثقافة اليوم بيوم سمة من سمات ثقافة الشعوب النهرية، وبالتالى فهى جزء من ثقافتنا، فهناك واقع ينفى ذلك تماما، لأن الشعوب النهرية مهد الحضارات القديمة ولا يمكن أن تقوم فى ظل غياب التخطيط، بل والتخطيط المتميز،نحن نعيش فى تلال من المشكلات يقف التفكير والتنفيذ أمامها مشلولا.

فى ظل ثقافة اليوم بيوم لا بقاء إلا للعشوائية والصدفة والدولة لا تعانى وحدها من غياب التخطيط، وإنما على مستوى الأفراد والأسرة أغلبنا لا يعيش بخطة بداية من كيف ومتى وأين نقضى إجازة مرورا باحترام الوقت والحياة بدقة وانضباط ويقظة وفرض نظام يحترمه الجميع، وكما يحدث فى البيت يحدث فى المجتمع. صحيح أن هناك فائضا من الأحباط والثقل النفسى والاجتماعى فى السنوات الأخيرة، ربما يجعلنا نعيش مزيدا من الوهن والتعب، ولهذا نلجأ إلى ثقافة اليوم بيوم لنؤكد نظرية علم النفس التى تقول.. عندما نعتقد أنه لا حلول فلا جدوى، ومن المؤكد أن غياب التخطيط وعدم وجود خطة فى أولويات الحياة ليس بالجديد والداخل على حياتنا بل هو منهج أصيل وكأنه إدمان ربما كانت مرحلة الخمسينيات والستينيات استثناء، ولكن ما بعدها كان تأهيلا لتشفير فكرة الخطة والتخطيط من الحياة. والتخطيط ليس مسؤولية الحكومة وحدها ولا مسؤولية الناس وحدهم أيضا وإنما هو وعى وثقافة الإجراءات وسياسات دولة وقوانين جيدة تنسف قوانين التفصيل وقوانين الثغرات.

ولابد أن تدرك الدولة وتدرك المؤسسات والمجتمعات وصانعو القرار أهمية إدارة الأزمات والكوارث ووضع خطط استباقية وسياسات وقوانين لضمان جودة ودقة التطبيق، والتخطيط يحتاج إلى معرفة جيدة بالواقع وتحليل الإمكانيات والموارد، ثم عقليات موهوبة تفكر بشكل مختلف ومتميز للتعامل مع المشكلات المزمنة والطارئة بحلول غير تقليدية. الخطة الجيدة تعنى الوقاية من المخاطر والتعامل معها بمقدرة وذكاء.. بدون خطة وقوانين وسياسات فإن مواجهة المشكلات المتوقعة وتقديم الحلول المناسبة يعتبر دربا من الخيال، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات. فى ظل غياب التخطيط فالنتيجة المؤكدة أنه لا حل وأننا سنبقى على موعد مع الفشل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة