لا أدرى من أين أبدأ المقارنة، فكلاهما مُر!
عندما بدأت جماعة الإخوان تطفو على سطح المجتمع المصرى بعد الثورة دون خوف أو حظر، لم أكن أحمل أى وجهة نظر معادية لهذه الجماعة التى لم أكن أعلم عنها الكثير.
ولكن بعد مرور القليل من الوقت، وخاصة بعد الفوز بانتخابات البرلمان، بدأت اصطدم بالأفعال الغريبة والتصرفات غير الأخلاقية التى تخرج عن الكثيرين منهم!
وعندما قُضى الأمر وتمكنت الجماعة من الاستيلاء على حكم مصر بطريقة أو بأخرى (لن أخوض فى تفاصيل طريقة الوصول لكرسى الحكم)، انكشف للجميع بكل قسوة (الوجه الخفى الحقيقى) لفكر وأسلوب ومنهج تلك الجماعة!
فعندما اصطدمت بهؤلاء الذين يسيئون للإسلام بكل الطرق، ويستترون بستار الدين من أجل تحقيق أهدافهم طويلة الأمد، ولا يتورعون عن القيام بأى عمل مُشين كاستباحة الدم والعرض، بالإضافة إلى الكذب والتدليس والنفاق وعدم الوفاء بالعهود وغيرها الكثير!
عندما غرس فى معتقداتهم أستاذهم ومؤسسهم (حسن البنا) هدف مُحدد يسعى الجميع إلى تحقيقة مهما طال الزمان وهو الوصول (لأستاذية العالم)!
وكذلك كان الاكتشاف الصادم.. عندما قرأت عن بعض القصص والتفاصيل السرية داخل الجماعة، ألا وهو (أن البعض من قيادات الإخوان الأوائل منذ عهد البنا اتهموا بارتكاب أعمال غير أخلاقية) بينما كان الظاهر هو الورع الدينى والرسالة والإسلام وغيرها من الشعارات التى تستخدمها الجماعة!
ومن القصص المهمة التى تُبرهن على ما أتحدث عنه، والتى لا يستطيع أن ينكرها الإخوان حيث إنها مدونة فى تاريخ الجماعة (قصة صهر حسن البنا، عبد الحكيم عابدين، والذى كان من القيادات والمقربين له).
عندما اقترح بعض القيادات فكرة توطيد أواصر العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجماعة، وبدأ ذلك بتنفيذ عملية تزاور الأعضاء بعضهم البعض، حيث أسند البنا مهمة الإشراف على تلك الزيارات إلى صهره (عابدين)!
وبعد القليل من الوقت بدأ الهمس والغمز بين نساء الجماعة، وانفضح أمر العلاقات غير الشرعية التى نشأت بينه وبين الكثيرات منهن.
وعندما رُفع الأمر للبنا، وطالب بعض أعضاء مكتب الإرشاد بعقاب وفصل عابدين من الجماعة، تجاهل البنا الأمر! وأبقاه فى منصبه القيادى كما هو، بل وقام بفصل الشيخ أحمد السكرى المؤسس الحقيقى لجماعة الإخوان، والذى ضم البنا للجماعة وفضله على نفسه وجعل منه مرشداً لها، ذلك بسبب اعتراضه على بقاء (عابدين) فى مكتب الإرشاد بعد ما ارتكبه من فضائح مخجلة.
فلا نجد فى هذا المثال، وغيره من هوس بعض الإخوانجية الذى بات جلياً عندما خرجوا للنور وبدأوا فى المشاركة المجتمعية، سوى أن المرض النفسى والفكرى هو أهم سمات هؤلاء المتاجرون بالدين، منذ تأسيس الجماعة وحتى الآن.
وأما الطامة الكبرى التى أصابتنى بالذهول مُختلطاً بحزنٍ شديد، هو وجه الشبه الكبير بين فكر ومنهج (الصهاينة) وبين تنظيم (الإخوان)!
عندما قرأت أحد الكتب النادرة "بروتوكولات حكماء صهيون". يعلم الكثير منا أن لليهود خطة طويلة الأمد يعملون على تحقيقها وإن طال الزمان، ألا وهى (استعادة الأرض التى يزعمون أنها أرضهم من الفرات للنيل)، وإحكام سيطرة النفوذ الصهيونى على العالم اقتصاديا. فلم يكتفِ اليهود باتباع الأسفار المقدسة التى استمدوها من التوراة (العهد القديم)، بل اتجهوا إلى تفسيرها مرة أخرى بما يتناسب مع شهواتهم وأطماعهم، وأطلقوا عليه اسم (التلمود)، وقدس اليهود هذا التلمود أكثر من تقديسهم لما ورد فى العهد القديم!
وآمنوا أن أقوال (الحاخامات) أهم بكثير مما ورد فى التوراة، وأن مخافة الحاخامات من مخافة الله!
مثلما دعا إخواننا المتأسلمين إلى إقامة دولة (الخلافة الإسلامية) وانتخاب مرسى المدعوم من الله، خليفة المسلمين، (من لا ينتخب الإخوان سيغضب الله) وغيرها من الترهات التى تخرج عن هؤلاء المهاويس!
تعد البروتوكولات التى وضعها حكماء الصهاينة، دستوراً ومنهجاً أساسياً ينتهجونه بدأبٍ مستمر لتحقيق الهدف! مثلما وضعت الجماعة منذ نشأتها على يد حسن البنا دستوراً خاصاً بها ونهجاً وقوانين وأُسُس يلتزم بها الجميع ويقدسونها، ولا يجوز لأى منهم أن يتخطاها أو يخرج عنها، ومن يخرج عنها يُستباح دمه!
من تعاليم التلمود أيضاً أن أرواح اليهود تتميز عن باقى الأرواح بأنها جزء من الله، وأنها عزيزة على الله عن باقى الأرواح غير اليهودية فهى أرواح شيطانية تشبه الحيوانات!
مثلما يستمرئ الإخوان اعتقاد التميز والدعم الإلهى، حيث ظهر عليهم الغرور والتعالى باعتقادهم أنهم ذوو حظوة عند الله، بل وبعضهم مدعوماً دعماً إلهياً!
من تعاليم التلمود أيضاً (استباحة كافة الوسائل المشروعة وغير ذلك من كذب ونفاق ونقض للعهود ومراوغة، وكذلك استباحة الدماء، فلا مانع من القتل وانتهاك أعراض غير اليهوديات وغيرها من الموبيقات أياً كانت من أجل تحقيق الهدف الأسمى والحلم البعيد (الغاية تبرر الوسيلة).
مثلما يستبيح إخواننا كل الوسائل الممكنة، من كذب، مراوغة، ضرب وسحل للنساء، قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، نفاق، خسة ... الخ، من أجل تحقيق الهدف الذى يسعون إلى تحقيقه، ألا وهو السيطرة على أكبر عدد من الدول والاستيلاء على الحكم بها، ومحاولة استبدال وطمث هوياتها، سعياً إلى تحقيق حلم مُعلمهم (أستاذية العالم).
خمسة وثمانون عاماً من العمل السرى الدؤوب، على منهج مقدس، لاغى لإعمال العقل لدى أفراد الجماعة، فقط السمع والطاعة، وتنفيذ الأوامر المقدسة فحسب!
قاتل الله كلاهما، وكفانا شر ما يبدبرون