النجاح الساحق الذى حققته حكومة أردوغان الفاسدة والقمعية، والتى أغلقت كل منابر الحرية من صحف وقنوات تليفزيونية، ومواقع التواصل الاجتماعى، (الفيس بوك وتويتر)، كان درسا مدهشا، وتفنيدا لما يروجه نشطاء السبوبة، بأن القمع والفساد على رأس فشل السلطة فى أى دولة، والحقيقة أن المعيار لنجاح أى سلطة، ما توفره لشعبها من رخاء اقتصادى، واستقرار، وانتشار الأمن والأمان فى بلادها.
البهوات من نحانيح ثورة سوكا، ونشطاء السبوبة، وبعض من الذين يطلقون على أنفسهم نخبة، بجانب الأحزاب والحركات الشيطانية، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لو تم إغلاق (أكاونت) واحد، على تويتر أو الفيس بوك، فى الوقت الذى أغلق فيه أردوغان (تويتر) بالضبة والمفتاح، وداس بجزمته على رقاب كل النشطاء فى تركيا، وتوعد خصومه بالويل والثبور وعظائم الأمور، ومع ذلك استطاع أن يكتسح حزبه انتخابات البلدية، ليعطينا درسا بليغا كمصريين، مفاده أن تويتر والفيس بوك ليس لهما أى تأثير فى توجيه الرأى العام.
نشطاء السبوبة ونحانيح ثورة سوكا، من المقيمين ليل نهار على الفيس بوك وتويتر، ليس لهم أى ثِقل، وأنهم أخف وزنا من الريشة، ولا قيمة لهم، وعبارة عن بالونات منفوخة، والدليل أن نظراءهم الأتراك، سربوا مكالمات بين أردوغان وابنه يتحدثان عن رشاوى بملايين الدولارات، وخطط إغلاق الصحف، والتضييق على معارضيه، ووصفه بأنه ديكتاتورى وقامع للحريات، ومع ذلك فوجئ العالم أن الشعب التركى يخرج ويمنح ثقته الكاملة له وينجح حزبه باكتساح.
إذن هناك أكثر من دلالة يمكن تلخيصها فى الآتى:
الأولى: أن مواقع التواصل الاجتماعى ونشطاءها ما هى إلا وهم، صدره لنا الخارج، والشركات الكبرى التى تحصد الملايين من هذه المواقع، مثلما يُصدر لنا الهلع من الفيروسات للترويج للأدوية، ويربحون الملايين.
الثانى: ليس لهذه المواقع أى تأثير فى الشارع، وأن التأثير السحرى هو الاستقرار والأمن والأمان والرخاء الاقتصادى فقط، وهى العوامل الحاسمة لاختيار الحكومات، وليس الديكتاتورية، والفساد، وهذه ظاهرة تستحق الدراسة والتمحيص.