درس بليغ وقوى.. وجهته الانتخابات الجزائرية للمزايدين من المتثورين اللا إراديين.. ونشطاء السبوبة.. والنخب البزراميط فى العالم العربى بشكل عام.. ومصر بشكل خاص.. مفاده.. أن اختيار (عبدالعزيز بوتفليقة) الرجل المريض والجالس على كرسى متحرك، رئيسا للجزائر للمرة الرابعة بنسبة تجاوزت 81% تؤكد جنوح الجزائريين للاستقرار.. والاستفادة من حالة الفوضى العارمة فى دول ثورات (الخريف) العربى.. شاء من شاء وأبى من أبى...!!!
الرجل الذى يعانى أمراضا خطيرة، أفقدته القدرة على التحرك، يمثل واجهة الأمن والاستقرار لشعبه، وكان مرشح الضرورة، فى ظل ما رأته أعينهم، وسمعته آذانهم، فى الدول التى شهدت (ثورات ربيع) تحولت إلى ثورات (خريف) عربى، وجلبت على شعوبها الرعب والخوف والموت نتيجة غياب الأمن والأمان، وفوضى عارمة، وانهيار فى الاقتصاد، وفساد بالغ فى الأخلاق.
النجاح الساحق للرئيس الجزائرى، أعاد للأذهان النجاح الذى حققته حكومة أردوغان الفاسدة والقمعية، التى أغلقت كل منابر الحرية من صحف وقنوات تليفزيونية، ومواقع التواصل الاجتماعى، (الفيس بوك وتويتر) بالضبة والمفتاح، وداس بجزمته على رقاب كل النشطاء فى تركيا، وتوعد خصومه بالويل والثبور وعظائم الأمور، ومع ذلك استطاع أن يكتسح حزبه انتخابات البلدية، ليعطينا درسا أيضا كمصريين.
درس أردوغان تمثل فى أن تويتر والفيس بوك ليس لهما أى تأثير فى توجيه الرأى العام، وأدحض نظريات ما يروجه نشطاء السبوبة، بأن القمع والفساد على رأس فشل السلطة فى أى دولة، والحقيقة أن المعيار لنجاح أى سلطة، ما توفره لشعبها من رخاء اقتصادى، واستقرار، وانتشار الأمن والأمان فى بلادها.
الشعوب فى مختلف دول العالم، استفادت من الحصاد المر الذى زرعته الثورات العربية، وقررت عدم الانزلاق إلى مستنقع الفوضى، أو الوقوع فى شراك الشعارات البراقة والمبهرة، وأن تجربة ما يحدث فى ليبيا، يشيع الرعب فى القلوب، واليمن وسوريا ومصر واليمن وتونس، وأنها ألقت بنفسها فى آتون نار التقسيم والفرقة، والإرهاب الأسود، الذى يحصد يوميا العشرات من أرواح الأبرياء.