ناصر عراق

شم النسيم والفرحة الغائبة

الإثنين، 21 أبريل 2014 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيخرج الناس اليوم إلى الحدائق والمنتزهات.. ستملأ الملايين البساتين والطرقات.. ستفوح فى سماء الوطن روائح المحبة وأريج الحبور.. سترن فى فضاء مصر ضحكات الأطفال ومشاغبات الصبيان.. ستفتش الصبايا عن كلمات غزل رقيقة ونظرات حالمة.. سيطارد الشبان والمراهقون البنات والفتيات، وستضطرم الأجساد بالرغبة فى التواصل، فالكل يلبى نداء الطبيعة، وسيقتنص المصريون زهور السعادة من بين زمن قاحل وأيام قاسية.
أجل.. لقد أنفقنا أكثر من ثلاث سنوات فى البحث عن طريق ينجينا من بطش السلطات ويقربنا من واحة العدل الاجتماعى، فأشعلنا قناديل ثورتين، وحبسنا رئيسين، وأدخلنا إلى السجون مئات من القتلة والمحرضين والآفاقين والفاسدين ومخربى الحياة السياسية وسارقى قوت الشعب.. فعلنا كل ذلك بقلوب جسورة وعزيمة لا تلين، لكن الحصاد ما زال بعيدًا، والمسافة بين الحلم والواقع تطول وتتمدد، والدولة المصرية لم تعد تعرف كيف تواجه الأزمات المتراكمة منذ أربعة عقود، الحكومة تتخبط والتصريحات تتعارض، وما زال الفقر هو عنوان المرحلة، وما زالت الحرية مخنوقة بين هيبة الدولة وأمن الناس وحق المواطن فى التعبير عن غضبه.. الحرية الآن مثل طائر سجين يبحث عن سمائه!
فى يناير 2011 طالت أعناق الملايين وهم يهتفون فى ميادين التحرير ضد البطش والقهر، وفى 11 فبراير زغردت القلوب بطرد رمز البلادة والظلم من القصر الرئاسى، وفى 30 يونيو 2013 استرد الملايين حماستهم المعطوبة وخرجوا منددين بالعصابة التى استولت على السلطة فى لحظة غفلة من الشعب، وفى 3 يوليو استنشق المصريون هواءً نظيفا بعد أن ظلوا عامًا بأكمله أسرى جماعة لوثت سماء الوطن بالروائح الفاسدة لتجار الدين، ومع ذلك تأخر الحلم، وتباطأت الحكومتان وعجزتا عن توفير الحدود الدنيا من الأمن والحياة الكريمة!
لا عليك.. فبالأمس كان عيد القيامة لأشقائنا المسيحيين، واليوم نحتفل جميعا بعيد شم النسيم، والرغبة فى حياة لائقة وممتعة أقوى من كل المصائب التى تحيط بنا، وهرولة الأطفال والمراهقين والبنات والصبيان اليوم نحو الحدائق والشواطئ تؤكد أن القادم أحلى، وأن الذين يعرقلون دخول المصريين العصر الحديث سيندمون كثيرًا.. كثيرًا.
كل سنة وأنت طيب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة