منذ فترة طويلة هناك سؤال يشغلنى وأظنه يشغل بال كثيرين غيرى، «هوه الشيخ محمد حسين يعقوب وباقى الدعاة بيشتغلوا إيه فى الأساس غير إنهم دعاة»، السؤال منطقى لأن وظيفة الداعية غير موجودة فى الكادر الوظيفى للدولة إلا فى وزارة الأوقاف أو مؤسسة الأزهر، أما غير ذلك فليس هناك وظيفة فى مصر اسمها داعية يمشى فى الأسواق ويسير بين الناس وغير معروف مصدر رزقه وموارد دخله، إلا إذا كانت شغلة الداعية الحر تجلب على صاحبها أموالا مجهولة المصدر بالنسبة لنا على الأقل.
الشيخ محمد حسين يعقوب المعروف بالدعوة إلى «غزوة الصناديق» فى أول استفتاء على التعديلات الدستورية فى مارس 2011 الذى قام بغزوة جديدة فى محافظة المنيا، عندما اعتلى منبر المسجد عنوة و«بلطجة» لإلقاء خطبة الجمعة الماضى دون إذن أو تصريح من وزارة الأوقاف، ليس له وظيفة حكومية محددة، ولا نعلم له نشاطا تجاريا خاصا، فهو حاصل على دبلوم المعلمين، وتزوج وسافر إلى السعودية لمدة 5 سنوات تقريبا، ثم عاد إلى مصر، وتكرر سفره للمملكة عدة مرات، ولم يسمع به أحد دون أتباعه ودراويشه عبر شرائط الكاسيت وقناة «الناس»، ثم كان الظهور الأكبر بعد 25 يناير وانهيار الدولة وصعود «تجار الدين» على أكتاف من قاموا بالثورة، وملأوا الدنيا صخبا وضجيجا وأصدروا سيلا من الفتاوى الشاذة بالتحريم والتكفير، وحاولوا تغيير دفة الثورة إلى اتجاه آخر ونفق مظلم، وعاشت مصر فى عهده أياما كئيبة سوداء، كانت مؤسسات الدولة الدينية الرسمية مهددة بالانهيار والضياع.
رموز هذا التيار بعضهم آثر الانسحاب من المشهد احتراما لنفسه مثل الشيخ محمد حسان، وآخرون من أمثال محمد حسين يعقوب يحاولون العودة من جديد واعتلاء منابر الدولة لبث الأفكار المسمومة، مثلما حدث فى مركز أبوقرقاص بالمنيا الجمعة الماضية ضد الشيخ محمد عزالدين عبدالستار، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، من جانب السلفيين، وقيام يعقوب باعتلاء المنبر بالقوة، ومنع وكيل الوزارة من دخول المسجد.
هذه البلطجة والغوغائية يجب أن تتصدى لها الوزارة بقوة القانون ولا تسمح بتكرار مثل هذه المواقف لأن الصمت والسكوت سيدفع هؤلاء للعودة مرة أخرى رغم أنف الدولة.