مصطلح المصالحة أصبح من أكثر المصطلحات استفزازا للشعب المصرى وأصبح مثل القرش الماسح، يلف يلف ويرجع مرة أخرى يطل على المصريين بسخافة من شخصيات متعددة داخل وخارج مصر، ومن دول اتضح موقفها من ثورة 30 يونيو، وحرصها الشديد على المحافظة بأى طريقة وبأى ثمن على الكيان الإرهابى الذى استثمروا فيه ربما عشرات السنين قبل ثورة يناير لتنفيذ مخططهم لضرب الدولة المصرية من العمق للوصول إلى سيناريو سورى أو ليبى، كانوا يهدفون له ومنذ اللحظة الأولى بعد بيان التحرير من الاحتلال الإخوانى الذى ألقاه المشير السيسى فى 3 يوليو بدأت الدعوات تتوالى للاحتواء والمصالحة، وبدأت نغمة المعتقلين تتعالى من الدول الغربية ودلاديلهم من المنظمات الحقوقية المشبوهة فى الداخل. ثم رأينا زيارات مكوكية آشتونية ومن كبار مسؤولين من الدول الغربية ودويلة القاعدة العسكرية الأمريكية المسماة بقطر، لمحاولة زيارة قيادات الإخوان فى مشهد تاريخى ومبتذل يدل على مدى تبعية هذا الكيان الإرهابى للغرب وصنيعة المخابرات البريطانية والأمريكية والقطرية والتركية. ولكن لنرجع لبيان المشير فى 3 يوليو وقد ذكر فيه المقاطع الآتية، أولا.. التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب، ودون استبعاد أو إقصاء لأحد. ثانيا.. تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
إذن منذ اللحظة الأولى كان هناك بادرة حسن نية من شعب ثورة 30 يونيو ممثلا فى بيان القوات المسلحة، وقبل تفاقم الأحداث الدموية، ولكن تكوين الجماعة منذ 1928 مبنى أساسا على العنف والدموية كعقيدة، والتاريخ شاهد، وكانوا يصدرون واجهة كاذبة من السلمية والمشاركة السياسية والابتسامة البلاستيكية المريضة. ثم بدأت الحرب المسلحة الدموية على الشعب المصرى، وراح شهداء أبطال من الجيش والشرطة والمدنيين دفاعا عن إرادة شعب نزل منه 20 مليون مصرى فى أكبر مشاركة فى تاريخ الاستفتاءات للتصديق على خارطة الطريق التى رسمها الشعب، وحمتها القوات المسلحة والشرطة المصرية. هل نتصالح ونضع يدنا فى يد من قتل أبناءنا بخسة ودم بارد؟! هل نتصالح مع من يعمل على هدم مؤسسات الدولة؟ هل نتصالح مع من يروع الطلاب ويتعمد تدمير مستقبلهم وإفساد العملية التعليمية؟ هل نتصالح مع تنظيم إرهابى يزرع قنابل عشوائية غادرة؟ كل شهيد من أبنائنا يبعدنا آلاف الأميال عن مجرد التفكير. هناك من يقول إن المصالحة ممكنة مع من لم تتلوث يداه بالدماء من أعضاء التنظيم! لا ياسيدى المشكلة فى الأساس هى مشكلة فكر قبل أن تكون فعل. فعضو الجماعة الذى لم يشارك فى عنف ويمكث فى منزله يتعبد لصنم «رابعة»، يدفع نسبة من دخله للتنظيم الدولى لتمويل الأنشطة الإرهابية وحتى من يتعاطف معهم ولا يشارك ماديا فهو مشروع إرهابى فى المستقبل.
ولكن على الجانب الآخر هناك نماذج وطنية مشرفة، كان لها دور رائع فى توعية الشعب المصرى بخطورة هذا التنظيم السرطانى. نماذج تطهرت وتبرأت بل وانقلبت على الفكر نفسه قبل 30 يونيو، مثل د. ثروت الخرباوى وسامح عيد، وعبدالجليل الشرنوبى، وخالد الزعفرانى، وسامح فايز ومحمد حبيب، ود.كمال الهلباوى، ومن شباب الإخوان المنشق إسلام الكتاتنى، وكان له دور ثورى واضح فى 30 يونيو وما بعدها. كل هؤلاء كانوا أقوى لوبى ضد التنظيم الإرهابى بدون مواربة، وأتذكر جيدا كيف فتح د.الخرباوى قلب الإخوان وأطلعنا على سر المعبد. وهناك نماذج أخرى مشرفة من الجماعات الجهادية مثل نبيل نعيم، وياسر القاضى من الفكر السلفى. هذه هى النماذج التى يجب اعتبارها قدوة بمعنى أن أيا من تيارات الإسلام السياسى يريد أن ينضم للصف الوطنى هذا هو الفكر الذى احترمه،، وقدره الشعب المصرى فهذه مصالحة صالحة، وما عداها مصالحة طالحة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم ذكى
د حازم ربنا يوفقك ويوفق سيادة المشير