لا يصلح مطلقًا الحديث عن سد منابع الإرهاب، وغلق صنابير العنف، دون الحديث عن سوق السلاح فى مصر، وما دامت هناك هذه الحالة من السيولة فى التسليح وحمل الأسلحة، فلا مجال ولا أمل فى توقف العنف، أو سيلان الدماء على أرض مصر.. هناك إرهاب وإرهابيون، سواء من جماعة الإخوان، أو القاعدة، أو غيرهما من جميع تنظيمات العنف الدينى، وأتباع مرسى، وألاضيش ما يسمون أنفسهم بأنصار الشرعية، لكن هل يمكن أن يكون لهم فعل أو أثر بدون سلاح؟.. هذا السؤال الأول، ويليه سؤال وجوبى ولازم ومنطقى: من أين يأتون بالسلاح؟.. الإجابة عن السؤال الثانى تقودنا إلى ما حدث بعد ثورة 25 يناير، ولكن قبل سرد ما حدث، علينا أن نتوقف عند حادثتين، الأولى فردية، وتتعلق بنجم كروى شهير، هو عماد متعب الذى ترك سيارته فى التجمع الخامس منذ يومين، وعاد ليجدها فى «الكلابشات» بسبب ركنها فى الممنوع، وعندما نادى على الضابط ليحل «الكلابش» طلب منه دفع غرامة حسب القانون، وأيضًا رؤية رخصته، فما كان من اللاعب الشهير إلا أن سحب سلاحه «المرخص»، ورفعه فى وجه الضابط الذى يطبق القانون، واستغاث بقوة من أفراد الشرطة جاءت واصطحبت اللاعب للقسم، وهناك جرت مصالحة، وخرج متعب، وهنا أكثر من زاوية، الأولى أن الضابط حاول تطبيق القانون الذى لا يعرف الكرة، ولا متعبها، ولكن اللاعب لم يعجبه ذلك، ووجد أنه فوق القانون، وأعتقد أن نفس اللاعب حاول الاحتراف فى بلاد أعجمية، وسافر لأوروبا كثيرًا، وأتحداه إن فعل نفس الفعل المشين فى أى بلد سافر إليه، ثانيًا: كيف خرج متعب من القسم؟ وعلى أى أساس جرت المصالحة؟ وهل دفع الغرامة المطلوبة؟ وهل لو فعل مواطن آخر غير معروف نفس التصرف مع ذات الضابط كان سيخرج؟.. بالمناسبة مصر قامت فيها ثورتان، وحبست رئيسين، هل تغير شىء؟.. نعود لأصل الموضوع ونسأل: هل أصبح السلاح هو لغة التفاهم والتواصل لمن يملكه كما فعل متعب؟ وكيف دخلت كل هذه الأنواع من الأسلحة إلى مصر؟.. الإجابة فى رصد ما حدث بعد وفى أثناء ثورة يناير 2011، حيث كانت جماعة الإخوان أول من أدخلت مصر هذا الكم من السلاح مع حماس، وقد اعترف بذلك أحمد المغير، صبى الشاطر، وقال إن الأيام اللاحقة لثورة يناير جعلت الإخوان يتمكنون من إدخال كم هائل من السلاح عبر سيناء، وهو ما جعل أسامة ياسين يقود تنظيمًا خاصًا قيل إنه وراء موقعة الجمل، وإنه خلف ما سُمى بالطرف الثالث، واعترف ياسين، وزير شباب الإخوان فى عهد مرسى، مع الإعلامى الإرهابى أحمد منصور بذلك فى معرض تفاخره بدوره فى الثورة. ولا شك أن سقوط نظام القذافى، وسيطرة الإخوان والقاعدة على ليبيا، جعلا الحدود مفتوحة لكل أنواع السلاح، خصوصًا أنها ممتدة من مرسى مطروح شمالاً حتى تشاد جنوبًا، عبر صحارى رهيبة، وقد رأينا طوال السنوات الثلاث الماضية أسلحة جيوش تم تهريبها عبر عصابات الإخوان، وتم تخزينها فى محافظات التخوم، مثل الإسكندرية والبحيرة والشرقية، «الصالحية مثلاً».
وهناك رجل أعمال إخوان كان يرسل لاعتصام رابعة الطعام والسلاح يوميًا، ووجدوا مصنعه فى «العاشر» مخزنًا للسلاح الرهيب، والمثير أنهم وجدوه قد أنشأ مصنعًا للترامادول حتى تكتمل الدراما، وهو مقبوض عليه حاليًا.. أما السلاح فى الصعيد فحدث ولا حرج، كل الأنواع والأشكال، وابحثوا عن عصابات الخطف والفدية، وابحثوا عن فتنة أسوان وكواليسها، لأنه مهما كانت الأسباب أو مفجرات الغضب والاحتقان فإنه لولا وجود سلاح متوفر لما تطورت الأمور لهذا الحد.. الآن يجب على الجميع تبنى مبادرة جمع السلاح من مصر، يجب ألا يحمل السلاح إلا جندى، سواء فى الشرطة أو الجيش، غير ذلك توقعوا الأسوأ، وستتكرر مهازل حمل السلاح فى مصر وثمارها الكارثية على الجميع؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اميمة من فلسطين
الجيش والشرطة خط احمر
عدد الردود 0
بواسطة:
فريد بركات
ترخيص السلاح فرض عين وفرض امن قومى وحتى شرعى