بملامح جادة استطاع الحزن أن يجد لنفسه مكاناً بينما وقفت على سلالم الميكروباص تحاول جاهدة أن تجذب أكبر عدد من الزبائن التى ارتسمت على وجوهم نظرات التعجب والاندهاش، فهذه المهنة الوحيدة التى احتكرها الرجال على مدى وقت طويل تأتى مروة لتقتحم مجال "التباعين"، وتجد لنفسها سبيلاً للكسب بعدما تحولت هى مصدر الرزق الوحيد لعائلاتها، الشجاعة والجرأة هما السبب والدافع القوى وراء قرار مروة حول العمل فى هذا المجال.
تنتهى من ندائها الأخير "جيزة..حيزة"، قبل أن تبدأ حديثها لـ"اليوم السابع" قائلة: "أنا عندى 22 سنة أبويا توفى من 3 سنين ومعنديش مصدر رزق تانى بصرف على أمى وأخواتى الأربعة اللى نفسى يطلعوا فى ظروف أحسن من اللى أتربيت فيها.. عشان كده قولت لازم أعمل أى حاجة أو أشتغل فى أى مكان حتى لو هموت، عشان مش عايزة أعمل حاجة غلط أو أمد أيدى وأسرق فقولت أى شغلانة حتى لو كانت صعبة أحسن من أنى أكون مجرمة".
تنظر إلى الشارع الفارغ أمامها من الزبائن وتعيد النداء "جيزة.. جامعة.. جيزة"، قبل أن تستكمل حديثها: "أنا بستلم الشغل الساعة 9 الصبح لحد 12 بليل يعنى بشتغل أكتر من 12 ساعة كل يوم، وممكن أشتغل لحد الفجر بس بخاف من ولاد الحرام يعنى يفتكرونى مليش حد عشان بشتغل الشغلانة ديه، يعنى اللى مفيش بنت أتشتغلها قبل كده".
عن اختيارها لهذه المهنة دون غيرها تقول مروة: "أنا كنت أعرف واحد سواق جدع سألته على شغلانة، وقالى إنى ممكن أشتغل معاه تباعة على ميكروباص وقولت أجرب، والحمد لله لقيتها شغلانة حلوة وبتجيب فلوس كويسة".
لأن الجريمة لا تفيد..
"مروة" أول "تباعة على ميكروباص" لتنفق على أسرتها
الجمعة، 25 أبريل 2014 04:10 م
مروة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة