أتمنى أن تصمد المصالحة الاضطرارية بين فتح وحماس، والتى كانت سبباً فى وقف المفاوضات مع الاحتلال، وجعلت المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية يقول «يجب على الرئيس الفلسطينى أن يختار بين المصالحة والسلام مع إسرائيل»، وهذه المرة الأولى التى يوجد فيها تعارض بين المصالحة والسلام.
أمريكا هددت هى الأخرى بوقف المساعدات لأن الفلسطينيين سيتوقف السباب والتخوين بينهم، عباس يريد أن يكون الزعيم الذى لم الشمل وغفر لخصومه، ويريد أيضا أن يشاركوه فى المفاوضات التى ستؤمن لتل أبيب المستقبل، وربما ذهبوا معا إلى الشهر العقارى لتسجيل التنازل عن الأرض العربية.
حماس قالت على حياء هذه المرة إن مصر ترعى وتدعم اتفاق المصالحة، وأن الاتصالات مستمرة معها، وفى الوقت نفسه كما قال باسم نعيم القيادى الحمساوى إن إسماعيل هنية أطلع أمير قطر تميم بن حمد، ومنصف تونس المرزوقى، ووزير خارجية تركيا أوغلو على اتفاق المصالحة، الطرفان المتصالحان تخليا منذ زمن بعيد عن خيار المقاومة، وأصبحا فى حاجة إلى بعضهما لإنقاذ ما تبقى من معنى فلسطين، عباس مضغوط عليه لأنه شرعى ومسالم، وحماس اعتبرت الجيش المصرى الذى حارب إسرائيل هو العدو الجديد، وزايدت عليهم، واعتبرتهم سبب بلائهم، ليبرمان المتطرف الذى هو وزير خارجية إسرائيل قال إن عباس يمارس الإرهاب السياسى، بينما تمارس حماس الإرهاب الكلاسيكى، وكتبت الصحف العبرية عناوين مفتكسة من قبيل «انتهى عصر فلسطين المنقسمة»، ما تم إعلان فشل المشروع الإخوانى وهزيمة لحماس، التى قد تقبل بيهودية إسرائيل وتشارك فى طرمخة عودة اللاجئين.